رامز مكرم باكير
يصادف اليوم ٢٥ نيسان/أبريل الثورة البرتغالية عام ١٩٧٤، المعروفة أيضاً باسم ثورة القرنفل، حيث تمت الإطاحة بالديكتاتورية الفاشية في البرتغال بعد حكم سوليزار الذي دام لقرابة أربعين عاماً.
من أبرز منجزات الثورة أنها أدت إلى إنشاء نظام ديمقراطية برلماني، ونهاية الحروب الاستعمارية البرتغالية في إفريقيا، مما أدى إلى استقلال أنغولا والرأس الأخضر وموزمبيق وغينيا بيساو وساو تومي وغيرها من البلاد المستعمرة.
مئات الآلاف من الناس انتفضوا وأصبحوا ناشطين سياسياً ومجتمعياً، واستولى العمال على مصانعهم ومزارعهم، ولم تؤد الإطاحة بالنظام سقوط الإمبراطورية البرتغالية، بل إلى قيام ثورة اشتراكية أممية أعادت الاشتراكية إلى جدول أعمال حكومات أوروبا لأول مرة منذ عقود.
وقام ضباط الجيش اليساري وجنود حركة القوات المسلحة بالزحف ضد الدكتاتورية الفاشية، بنفس توقيت عزف الأغنية الشعبية المناهضة للفاشية “غراندولا، فيلا مورينا”على المذياع، فكانت الشرارة التي أشعلت فتيل الحرية، وحظي الانقلاب العسكري بتأييد شبه عالمي بين الفقراء والطبقة العاملة، الذين خرجوا إلى الشوارع بأعداد كبيرة للاحتفال بالإطاحة بالدكتاتورية. وواجهت النساء الجنود في شوارع لشبونة ووضعن القرنفل في فوهات بنادقهن.
كانت الإطاحة بالديكتاتورية إنجازاً لا يصدق، مهَّد الطريق لتأسيس الحقوق السياسية الأساسية، وتأميم جزء كبير من الاقتصاد وإصلاح الأراضي. كانت هناك علاقة مهمة بين حركات التحرر الوطني في مستعمرات البرتغال والحركة الثورية داخل البرتغال نفسها.
ولعبت الحروب المناهضة للاستعمار من أجل الاستقلال عن البرتغال دوراً رئيسياً في إحداث أزمة ثورية داخل البرتغال حيث تحول مئات الآلاف من الجنود إلى الردكالية الثورية، وألهمت المقاومة الشجاعة المناهضة للاستعمار اليسار البرتغالي والشعوب المستعمرة.
قال الثوري الموزمبيقي يواكيم شيسانو: “يُنظر إلى ٢٥ نيسان/أبريل على أنه يوم عظيم،ويوم تاريخي شهد سقوط الفاشية وساهم في تحرير جميع شعوبنا”.
وهكذا تحولت البرتغال من دولة استبدادية أمنية كاثوليكية ورجعية منغلقة، تحت حكم الدكتاتور أنطونيو سالازار، إلى دولة شبه اشتراكية، وحققت بثورتها تحرر أمماً وشعوباً من براثن الامبريالية والاستبداد.
ونحن كسوريين أملنا بتحقيق حريتنا وحرية الأمة العربية كبير، كما فعلها البرتغاليين، ومهما استوحشت علينا أنظمة الإجرام والاستبداد، ورغم أطماع الامبريالية والرجعية. فالثورة دائمة ومستمرة ما زالت هناك أنظمة تقمع وتقتل شعبها وتستحوذ على طاقاتهم وثرواتهم.