ولد علاء الدين بن عبد الحميد باشا الدروبي في مدينة حمص سنة 1870 م وتعلمَ فيها، ثم انتقل إلى الآستانة للدراسة.
كان علاء الدين الدروبي هو ثالث ثلاثة ذهبوا إلى الآستانة للدراسة العالية في معاهدها (وهم علاء الدين الدروبي ونجم الدين الدروبي وهاشم الأتاسي، حيث درسوا الحقوق السياسية والأصول الدولية، وتخرج الثلاثة من معهد غلطة كما كان يسمى آنذاك.
عين علاء الدين الدروبي سفيراً للباب العالي في البلقان ثم والياً في مملكة اليمن ثم حاكما للبصرة.
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، عاد الدروبي إلى سورية، واشترك في الوزارة التي شكَّلها هاشم الأتاسي سنة 1920 أيام الملك فيصل الأول وزيراً للداخلية، ولمّا غادر فيصل سورية كُلِّف علاء الدين من قبل الفرنسيين في يوليو 1920 بتأليف وزارة جديدة.
بعد معركة ميسلون ودخول الجنرال غورو دمشق استقالت وزارة هاشم الأتاسي، فكلّف الملك فيصل علاء الدين الدروبي بتأليف وزارة جديدة (وهي الثالثة في عهد فيصل)، فشكّلها الدروبي محتفظًا بثلاثة من الوزراء السابقين منهم فارس الخوري الذي بقي وزيراً للمالية.
بعد دخول القوات الفرنسية إلى سورية في تموز 1920، دعت الحكومة التي شكلها الملك فيصل قبل مغادرته دمشق إلى وليمة على شرف الجنرال غورو في دمشق، حيث تقدم رئيس الحكومة علاء الدين الدروبي في بداية المأدبة بكلمة أمام الجنرال غورو، وقال:
“يا صاحب الفخامة:
أرحب بفخامتكم باسم الحكومة السورية وأهنئكم بسلامة الوصول وأتمنى لكم وللحكومة التي تمثلونها كل غبطة وحبور. وإنني عملاً بما يوحيه إليّ الشعور الوطني الذي يختلج في جوانح أبناء سوريا وأشكر لكم كل شكري على تصريحكم الأخير بأن الحكومة الفرنسية التي عهد إليها مؤتمر السلم بمهمة الانتداب في سورية لا ترمي من ورائه إلا إلى رعاية مصلحة البلاد وفلاحها، وأن استقلال السوريين الذي سبق الاعتراف به بصورة علنية غير مهدد بخطر.
إلا أن أقلية صغيرة- أكثرها غريب الدار- كانت توسوس في صدر الجمهور كما لا يخفى عليكم بأن فرنسا دولة مستعمرة وأنها تعمل على بسطة ملكها من نفقة غيرها، على أن الذين انخدعوا بزخرف القول لا يلبثون أن يعرفوا الحقيقة التي ما خفيت علينا البتة. وإيضاحاَ للحقيقة التي ما زالت مكتنفة بالغموض أريد أن أصرح لفخامتكم بأن الشريف فيصلاَ كان يشاطرنا هذا الرأي وكان في مذكراته الخصوصية يجهر بإخلاص واستقامة الفرنسيين، إلا أن ذوي الريب المحيطين به أثاروا الحوادث الأخيرة المؤلمة وأن البحث العميق في هذه القضية سيظهر صدق هذا البيان. وإنما يرجع إلى عدل فرنسا تقدير هذه الأحوال وأن تحكم فيها بما تراه موافقاَ للعدل”.
كانت وزارة علاء الدين الدروبي هي أول وزارة تشكل خلال فترة الانتداب؛ إذ تشكلت يوم 28 يوليو/تموز 1920 مع بدء الاحتلال الفرنسي وانتهت بمقتل الدروبي يوم 21 آب 1920.
وفي زيارة لحوران بعد مقاومة شعبية وعدم قدرة الفرنسيين على السيطرة على المنطقة، أمطر ثوَّار وشباب من عشائر حوران القطار الذي يقلُّ رجال الحكومة بالرصاص، فقُتل رئيس الحكومة علاء الدين الدروبي على الفور، وهرب رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن اليوسف إلى مخفر الشرطة فلحق به الثوار وقتلوه هناك، كما قتل معظم الضباط والجنود الفرنسيين المرافقين للوفد.