شهداء الحركة الشيوعية العربية: جوزيف قرنق

ولد السياسي السوداني الجنوبي “جوزيف قرنق” في قرية جنوبية قرب مدينة واو، والتحق بكلية القانون بجامعة الخرطوم وتخرج منها، وكان أول طالب جنوبي يلتحق ويتخرج من كلية القانون.

لأنه ولد في مناطق بدائية، فإنه لا يعرف تاريخ ميلاده بالضبط ولكن يبدو أن جوزيف قد ولد في أواخر عشرينيات القرن العشرين وبداية ثلاثينياته.

في عام ١٩٥٤ قرر جوزيف الانفصال عن المجموعة السياسية الواقعة تحت نفوذ الزعيم “بوث ديو”، أحد مؤسسى “حزب الجنوب” الذي تحول فيما بعد إلى “الحزب الليبرالي”، وفي حوالي عام ١٩٥٥ إنضم إلى الحزب الشيوعى السوداني، وكان نائباً في البرلمان عن الحزب بين عامي ١٩٦٥ – ١٩٦٩، كما عمل وزيراً لشؤون الجنوب، وانتخب في أول مؤتمر بعد ذلك عام ١٩٥٦ عضواً في لجنته المركزية.

أصدر جوزيف قرنق صحيفة سرية باسم “أدفانس” تضمنت آراءه حول الحرب الأهلية السودانية الأولى ١٩٥٥ – ١٩٧٢ وسبل إيقافها.

بعد عام من انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩ بقيادة جعفر النميري الذي سانده الحزب الشيوعي بكوادره ظهرت بوادر جفوة بين الحزب والسلطة، مما أدى إلى قيام انقلاب آخر بقيادة الضابط هاشم العطا في التاسع عشر من يوليو ١٩٧١، كان جوزيف وقتها وزيراً في الحكومة ولا يوجد معلومات عن علمه المسبق بأمر الانقلاب وكان في  في مهمة لا علاقة لها بالانقلاب الذي أحكم قبضته على مواقع الجيش الرئيسية.

بعد ثلاثة أيام من عمر الانقلاب تمكن جعفر النميري من العودة للحكم مرة أخرى، وتم اعتقال عدد كبير من المنسوبين للحزب الشيوعي السوداني، وتم الزج بهم في السجون وإعدامهم ومن ضمن هذه المذابح قدم جوزيف قرنق إلى حبل المشنقة.

يعتبر جوزيف قرنق أحد المدنيين الذي أعدموا في محاكم عسكرية في يوليو ١٩٧١، مثل عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وغيرهم.

كتقييم عام لمسيرة الشهيد جوزيف قرنق: كان مثالاً للجنوبي السوداني الذي فكر بحل وطني لمسألة الجنوب، وبأن مشكلة الجنوب تحل عبر “الخرطوم” وليس عبر “جوبا”. اختارت حركة “أنيانيا” بزعامة جوزيف لاغو طريق الحل الانفصالي في تمرد ١٩٥٥ – ١٩٧٢ حتى اتفاقية الجنوب في أديس أبابا مع النميري، ثم تبعها تمرد “الحركة الشعبية” بزعامة جون غارانغ منذ ١٩٨٣ حتى انفصال الجنوب عام ٢٠١١.

ما زال مثال الشهيد جوزيف قرنق يقول بأن طريق وحدة السودان كان هو الطريق الأفضل، والدليل على ذلك فشل الدولة الجنوبية الجديدة التي انقسمت قبلياً بين قبيلتي الدينكا (الرئيس سيلفا كير) والنوير (نائبه المتمرد عليه إريك ماشار).