تم نشره في موقع أكسيوس بتاريخ:٢٠/٧/٢٠٢٥
باراك رافيد – مارك كابوتو
– نص مترجم من قبل هيئة الترجمة في الحزب الشيوعي(المكتب السياسي)
نتنياهو “خارج السيطرة”: قلق البيت الأبيض في مواجهة التصعيد الإسرائيلي بسوريا
وسط تصاعد الدخان فوق القصر الرئاسي السوري، كان القلق يعصف بأركان الجناح الغربي في البيت الأبيض. أصبح واضحًا أن بنيامين نتنياهو تخطى كل الخطوط الحمراء، لدرجة أن الكثيرين هنا يرونه في حالة انفلات غير مسبوقة.
ارتباك مستمر داخل الإدارة الأمريكية
“بيبي يتصرف بجنون… يقصف كل شيء بلا توقف!” هكذا لخّص مسؤول في البيت الأبيض حال الحيرة والإحباط من النهج الإسرائيلي، مُلمحًا إلى أن تصرفات نتنياهو قد تعرقل خطط ترامب في الشرق الأوسط.
مسؤول آخر لم يخفِ دهشته من الفوضى الأخيرة، خاصة بعد قصف كنيسة في غزة وما أعقبه من مكالمة مباشرة بين ترامب ونتنياهو.
أما ثالثهم، فشبه سلوك نتنياهو بطفل عنيد “إصبعه أسرع من اللازم على الزناد!”، مؤكدًا أن البيت الأبيض بات مشحونًا بالقلق من الانزلاق إلى فوضى أوسع.
ولم يرد المتحدث باسم نتنياهو على أي طلب للتعليق، ما زاد من حدة القلق.
قلق متزايد رغم غياب المواقف العلنية
رغم وساطة أمريكية لوقف التصعيد في سوريا، كشف ستة مسؤولين أمريكيين عن حالة من القلق المتزايد داخل البيت الأبيض إزاء توجهات نتنياهو وسياساته في الإقليم. ومع ذلك، حافظ ترامب على صمته العلني دون انتقاد مباشر، وهو ما ترك علامات استفهام لدى فريقه حول ما إذا كان الرئيس يشاركه هذا التوجس.
تصعيد ميداني بلا ضوابط
الثلاثاء الماضي، قصفت إسرائيل قافلة دبابات سورية متجهة إلى السويداء، بزعم الرد على اشتباكات دامية بين ميليشيات درزية وقبائل بدوية أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص (بحسب المرصد السوري). إسرائيل تؤكد أن الجيش السوري طرف في الهجمات على الدروز، فيما تنفي دمشق ذلك تمامًا.
في الأثناء، دخل المبعوث الأمريكي توم باراك على الخط محاولًا تهدئة الأوضاع، لكنه فوجئ بعودة القصف الإسرائيلي مباشرة نحو مقر القيادة العسكرية السورية وحول القصر الرئاسي.
نقطة التحول: صدمة أمريكية وانتقادات داخلية
“الرئيس لا يريد أن يرى كل يوم صور الدمار في بلد يتطلع لإعماره”، هكذا عبّر أحد مسؤولي الإدارة عن موقف البيت الأبيض، بينما تدخل ماركو روبيو شخصيًا لوقف التصعيد، ليوافق نتنياهو مشروطًا بانسحاب الجيش السوري من السويداء.
وفي توقيت متزامن، توالت رسائل الغضب من أنقرة والرياض، فيما انتقد مسؤولون أمريكيون سلوك نتنياهو مباشرة أمام ترامب.
خلف الكواليس: أجندة سياسية وضغط داخلي
كشف مقربون من الرئيس أن دوافع نتنياهو تبدو داخلية أكثر منها استراتيجية، وسط اعتقاد بأن “الأجندة السياسية الشخصية لبيبي” باتت تتحكم بقراراته.
“هم لا يدركون بعد حجم الضرر الذي لحق بصورة إسرائيل هنا… عليهم أن يستفيقوا!”، هكذا لخص أحدهم المشهد.
في الخلفية: توتر إقليمي متصاعد وانزعاج أمريكي غير معهود
جاء هذا التصعيد بعد زيارتين متتاليتين لنتنياهو للبيت الأبيض ولقائه بترامب، في ظل انسجام غير مسبوق بعد المواجهة مع إيران. لكن لم يعد الملف السوري هو فقط ما يقلق الأمريكيين؛ جريمة قتل الفلسطيني الأمريكي سيف مصلية على يد مستوطنين أشعلت غضبًا غير مسبوق حتى في صفوف داعمي إسرائيل كالسفير مايك هوكابي الذي طالب بتحقيق رسمي وأدان الحادث بوصفه إرهابًا، منتقدًا تعقيد التأشيرات للإنجيليين الأمريكيين للمرة الأولى.
أما في تل أبيب، فقد فوجئ الإسرائيليون بردة الفعل الأمريكية إزاء الضربات الأخيرة في سوريا. مسؤول رفيع أشار إلى أن ترامب كان يشجعهم على الإبقاء على موطئ قدم في سوريا وأكد أن التصعيد الأخير سببه معلومات استخباراتية عن تدخل النظام السوري ضد الدروز بدوافع انتخابية بحسب قوله.
ميدانيًا، تزداد الفوضى جنوب سوريا والتخوف الأمريكي من انزلاق الوضع بالكامل؛ روبيو كتب إلى “إكس” يطالب دمشق بوقف الدماء، بينما حذر مسؤول رفيع بأن “السياسة الحالية لإسرائيل قد تخلق سوريا أكثر فوضى ويكون الخاسر الأكبر منها الدروز وتل أبيب معًا”.
في النهاية، يعرف الجميع أن نتنياهو سبق واختبر صبر ترامب مرارًا—من دعمه في التصعيد ضد إيران إلى تجاهله للرغبة الأمريكية في تهدئة غزة، لينتقل اليوم ليجر المنطقة صوب منحدر خطير في سوريا. تزداد المخاوف الأمريكية من تمدد نفوذ أقصى اليمين داخل حكومة نتنياهو وحتى في قواعد “ماغا” الداعمة لترامب نفسه.
الخلاصة:
مصادر أمريكية مطلعة حذرت بأن رصيد الحظ والثقة بين ترامب ونتنياهو أوشك على النفاد، وأي تصعيد قريب قد يشعل أزمة ثقة غير مألوفة في قلب البيت الأبيض.
