ولد فؤاد الشمالي في قرية سهيلة في كسروان عام ١٨٩٤ فقيراً معدماً، وتوفي عام ١٩٣٩ فقيراً معدماً. هاجر إلى مصر ونفي منها عام ١٩٢٤ بسبب نشاطه الشيوعي. بعد عودته إلى لبنان أسس “النقابة العامة لعمال التبغ” في بكفيا. وهو مع يوسف إبراهيم يزبك مؤسساً الحزب الشيوعي اللبناني في الرابع والعشرين من تشرين الأول سنة ١٩٢٤.
أَلَّف عام ١٩٢٨ كتاب “نقابات العمال في لبنان”. نُفيَ بسبب نشاطه الوطني ودعمه للثورة السورية إلى قلعة القدموس وجزيرة أرواد.
شارك فؤاد الشمالي في المؤتمر السادس للأممية الشيوعية عام ١٩٢٨ مندوباً عن الحزب الشيوعي. واختير في نفس العام أميناً عاماً للحزب الشيوعي مبدياً نشاطاً مذهلاً في عمله واتصف بـ “اليسارية العمالية”، وبقي أميناً عاما للحزب حتى أوائل عام ١٩٣٣ حيث أُزيح من منصبه كأمين عام للحزب، وأُبعد عن الحزب إبعاداً كلياً بتهمة علاقته بالأمن.
بعض مجايليه كيوسف خطار الحلو يرون أن تهمة علاقة الشمالي بالأمن باطلة، وهذا رأي ناصر حدّه، الذي صرّح به لإبراهيم قندور، في حين أن ما كتبه أرتين مادويان يلقي ظلالاً من الشك المقترن باليقين بعلاقة الشمالي بالأمن وإرشاده إلى من كان يعمل معهم. والخبر اليقين هو في الوصول إلى أرشيف الأمن وهذا متعذر علينا، إما بسبب إحراق الفرنسيين الفيشيين في براري بيروت عام ١٩٤١ قسماً كبيراً من أرشيفهم، أو بسبب تعذر الوصول لأسباب مالية إلى الأرشيف الموجود في فرنسا.
ونحن نرى أن الشمالي عاش في حياته السياسية المأساة بأجلى معانيها. ولد فقيراً ومات فقيراً، ولم يكن يملك ناصية اللغة للكتابة ولم تكن له عصبية، ومع ذلك كافح وناضل وكتب. وبعد طرده من الحزب أصدر عام ١٩٣٦ كتابه “الاشتراكية” تضمّن مناقشة صريحة وجريئة حول الاشتراكية في التطبيق وفيه معلومات عن الاتحاد السوفييتي.
(نقلاً عن كتاب الدكتور عبد الله حنا عن الحزب الشيوعي السوري: “الحركة الشيوعية السورية الصعود والهبوط”)