في ذكرى ميلاده الـ ٢٠٠: هذا هو كارل ماركس

هو الفيلسوف والاقتصادي والمؤرخ والمنظر السياسي وعالم الاجتماع والصحفي والاشتراكي الثوري.

وُصف كارل ماركس بأنه واحد من أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ البشرية.

تأسست مئات الأحزاب والحركات الثورية والنقابات العمالية حول العالم، المتمحورة حول نظريته ومنهجه في التحليل، وفي الوقت ذاته تعرضت نظريته وأفكاره وشخصيته لهجوم حاد وانتقادات من الخصوم الفكريين، كما يعتبر من أكثر الشخصيات التي أسيء فهمها وتفسير أعمالها في التاريخ.

وضع عمل كارل ماركس في الاقتصاد “رأس المال” الأساس لكثير من الفهم الحالي للعمل وعلاقته برأس المال، والفكر الاقتصادي اللاحق.

لعبت أفكاره دوراً هاماً في تأسيس علم الاجتماع وفي تطوير الحركات الاشتراكية. واعتبر ماركس أحد أعظم الاقتصاديين في التاريخ.

نشر العديد من الكتب خلال حياته، أهمُها بيان الحزب الشيوعي (١٨٤٨)، ورأس المال (١٨٦٧ – ١٨٩٤).

درس ماركس القانون والفلسفة الهيجلية، وبسبب نشاطه السياسي حرم من جنسيته الألمانية وعاش في المنفى في لندن حيث طور فكره بالتعاون مع المفكر الألماني فريدريك إنجلز.

كان لفكره السياسي والفلسفي تأثير هائل على التاريخ الفكري والاقتصادي والسياسي اللاحق واستخدم اسمه كصفة (ماركسي)، وكمدرسَة للنظرية الاجتماعية.

نظريات ماركس عن المجتمع والاقتصاد والسياسة – التي تُفهم بشكل جماعي على أنها ماركسية – تعني أن المجتمعات البشرية تتطور من خلال الصراع الطبقي. في الرأسمالية، يتجلى هذا في الصراع بين الطبقات الحاكمة (المعروفة باسم البرجوازية) التي تتحكم في وسائل الإنتاج والطبقات العاملة (المعروفة باسم البروليتاريا) التي تمكن هذه الوسائل من خلال بيع قوتها العاملة مقابل الأجور.

من خلال توظيف نهج نقدي يعرف بالمادية التاريخية، تنبأ ماركس بأن الرأسمالية، مثلها مثل الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية السابقة، أنتجت توترات وتناقضات داخلية تؤدي إلى تدميرها الذاتي واستبدالها بنظام جديد هو الاشتراكية.

بالنسبة لماركس، فإن العداء الطبقي في ظل الرأسمالية، والذي يرجع جزئياً إلى عدم استقرارها وطبيعتها المعرضة للأزمات، يؤدي إلى تطور الوعي الطبقي للطبقة العاملة، مما يؤدي إلى استيلائهم على السلطة السياسية، وفي النهاية إنشاء مجتمع شيوعي، خالٍ من الطبقات، ومكون من اتحاد حر للمنتجين.

ضغط ماركس بنشاط من أجل تنفيذه، مشدداً على أن الطبقة العاملة يجب أن تقوم بعمل ثوري منظم لإسقاط الرأسمالية وتحقيق التحرر الاجتماعي – الاقتصادي.

يتبنى الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) المنهج الماركسي في التحليل بتطبيقه على زمان ومكان معينين وفقاً لجدل العام – الخاص، والداخل – الخارج، من أجل إنشاء رؤية سياسية للواقع القائم وتوليد برنامج سياسي – اقتصادي اجتماعي – ثقافي للمرحلة المحددة.