مساهمات المغتربين واللاجئين السوريين في الخارج

نادر عازر

تعتبر موجة النزوح واللجوء السورية بعد العام ٢٠١١ الأسوأ والأضخم في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، حيث اضطر أكثر من ثلاثة عشر مليون شخص إما للفرار خارج البلاد أو النزوح داخل حدودها.

لكن رغم تبعات ذلك كان للمهاجرين أثراً كبيراً في حياة عائلاتهم الموجودة في سوريا سواء من خلال التحويلات المالية والتبرعات وخاصة في فترات الأعياد أو بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا. إضافة إلى محاولات عديدة لإنشاء تجمعات وتنظيمات سياسية تحاول التأثير في محيطها، آخرها مبادرة لتشكيل لوبي سوري معارض في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبحسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن عدد النازحين السوريين في الداخل بلغ نحو ٦,٩ مليون شخص، مقابل ٥,٥ مليون لجأوا إلى دول الجوار أو أوروبا.

ويتوزع عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية على:

تركيا: ٣,٥ مليون.

لبنان: ٨١٤ ألف.

الأردن: ٦٦١ ألف.

العراق: ٢٥٩ ألف.

مصر: ١٤٥ ألف.

دول شمال أفريقيا الأخرى: ٤١ ألف.

ويعيش في السودان حوالي ٩٣ ألف سوري.

أما عدد اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية  فقد بلغ:

ألمانيا: ٦٦٤ ألف.

السويد: ١١٣ ألف.

النمسا: ٦٧ ألف.

هولندا: ٥٣ ألف.

اليونان: ٤١ ألف.

فرنسا: ٣٩ ألف.

بلغاريا: ٢٢ ألف.

بلجيكا: ٢٠ ألف.

الدنمارك: ١٩ ألف.

النرويج: ١٦ ألف.

اسبانيا: ١٥ ألف.

بريطانيا: ١٢ ألف.

قبرص: ١٠ آلاف.

الولايات المتحدة: ٨٨٠٠.

سويسرا: ٨٠٠٠.

أرمينيا: ٤٨٠٠.

البرازيل: ٣٩٠٠.

جدير بالذكر أن عدد المهاجرين السوريين يختلف عن عدد اللاجئين، فهناك الكثير ممن انضموا إلى اللاجئين في دول المغترب عبر لم الشمل أو عقود عمل أو للدراسة، وبالتالي فإن العدد الحقيقي للسوريين يزيد عن ذلك بكثير.

ووفقاً لمركز جسور للدراسات، فإن جزء كبير من السوريين الموجودين داخل البلاد يعتمدون على مساعدات أقربائهم ومعارفهم في الخارج، حيث يجري تحويل مبالغ شهرية أو شبه شهرية تتراوح بين ١٢٥ و ١٥٠ دولاراً بالمتوسط، ويقدّر عدد المستفيدين من هذه التحويلات بأكثر من خمسة ملايين نسمة، يتوزعون على مختلف المناطق.

وسبق أن أكد الباحث الاقتصادي عمار يوسف في حوار مع وكالة “سبوتنيك الروسية” أن السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام الذين يعتمدون في معيشتهم على الحوالات الخارجية، بلغت نسبتهم ٧٠ في المئة.

وكشفت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطة الحاكمة عن نسبة “تقديرية” للسوريين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، الذين يعتمدون في معيشتهم على الحوالات الخارجية.

وقالت إن نحو نصف السوريين يعتمدون على الحوالات، “وبفرض أن متوسط حوالات السوريين بمختلف أنواعها تصل إلى ٣٠٠ مليون دولار شهرياً، بمتوسط ١٠٠ دولار للحوالة الواحدة، فإن نحو ٣ ملايين حوالة يتسلمها أرباب الأسر”.

وأضافت: “بمقارنة هذا الرقم مع العدد الكلي للسوريين في الداخل حسب تقديرات المكتب المركزي للإحصاء الأخيرة، تكون نسبة المستفيدين من السوريين في معيشتهم من الحوالات هي نحو نصف عدد السكان”.

في حين اعتبر خبراء اقتصاديون آخرون أن من الصعب تقدير حجم حوالات السوريين من الخارج رغم أن التقديرات شبه الرسمية كانت دوماً تشير إلى أن المتوسط اليومي للحوالات ما بين ٥ إلى ٧ ملايين دولار، لكن اتساع عدد وتوزع السوريين في الخارج وإرسال كثير من الحوالات خارج القنوات الرسمية يجعل من الصعب وضع تقديرات حول إجمالي الحوالات.

وعادة ما ترتفع قيمة الحوالات مع الأعياد والمناسبات الأخرى مثل بداية العام الدراسي ومواسم المؤونة وغيرها.

وبحسب “المجموعة الإحصائية” فإن إجمالي الحوالات الخارجية بالقطع الأجنبي (حوالات أشخاص ومنظمات وغيرها بعيداً عن عائدات التجارة الخارجية) بلغ نحو ٢ مليار دولار في العام ٢٠١٦، وفي العام ٢٠١٧ وصل إلى أكثر من ٣.٨ مليارات دولار، وفي العام ٢٠١٨ تجاوز ٤ مليارات دولار، ثم عادت لتنخفض إلى نحو ثلاث مليارات دولار في العام ٢٠١٨، وفق صحيفة “الوطن”.

ومن العوائد الأخرى التي يجلبها السوريون الموجودون في الخارج، هي الأموال التي يصرفونها لدى زيارة البلد، والهدايا للعائلة والأصدقاء، إلى جانب دفع بدل الخدمة الإلزامية واستخراج جوازات السفر، والتي في النهاية تصل إلى مئات ملايين الدولارات.

من ناحية أخرى، وعلى إثر الزلزال المدمر في تركيا وسوريا في ٦ شباط ٢٠٢٢، أقام العديد من السوريين حول العالم حملات لجمع التبرعات والمساعدات للمتضررين، وتمكنوا من جمع مبالغ ضخمة أرسلت لسوريا أو لعائلاتهم وأقاربهم المتضررين سواء عبر المنظمات أو التحويل المباشر، إضافة إلى إرسال مواد غذائية وطبية وملابس وحاجيات أخرى.

أما من ناحية النشاط السياسي في الخارج، جرت محاولات عديدة لإنشاء تجمعات وتكتلات سياسية وأقيمت مؤتمرات وندوات مختلفة سواء في أوروبا أو أمريكا، لكنها لم تسفر عن إنشاء أي جسم سياسي له وزن أو تأثير، وذلك بسبب التوازنات الدولية وجمود الوضع العسكري والعملية السياسية في سوريا دون أي تقدم يذكر.

وفي الولايات المتحدة، أنشأت عدة مبادرات لتشكيل لوبي سوري معارض، آخرها في تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٢، عبر لقاء تشاوري دعي إليه سوريين حاصلين على الجنسية الأمريكية حصراً، في محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم أولاً، والبحث عن قواسم مشتركة تساهم في رسم خارطة طريق يمكن العمل عليها مستقبلاً مع الإدارة الأمريكية، ودفع الرئيس بايدن على اتخاذ موقف واضح بخصوص الأزمة السورية المستمرة منذ ١١ عاماً.

لكن اللقاء شابه بعض الخلافات والانسحابات. فيما بقي موضوع التأثير على المشرعين الأمريكيين وصناع القرار بيد جمعيات ومنظمات أصغر يعمل كل منها على حدى أو بشكل مشترك.

ومع استمرار الأزمة السورية وانتشار السوريين في أصقاع الأرض المختلفة، سواء كأفراد أو تنظيمات، فهم باتوا يشكلون طوق نجاة لعائلاتهم عبر المساعدات المالية والمساهمات الأخرى وخاصة في فترات الأعياد والأزمات. فيما يحاول آخرون تنظيم أنفسهم اجتماعياً في بلاد المغترب أو سياسياً بطرق مختلفة استعداداً لأي تغيير في الوضع السوري.

من العدد ٧٤ من جريدة المسار