محاولة منع امتداد الصراع بين إيران وإسرائيل في سوريا

جيل مورسيانو

“المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية”- 27\7\2018

دخلت سياسة الاحتواء الإسرائيلية تجاه إيران في سوريا مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بهدف تحقيق نتيجة حاسمة على الأرض. يرى صانعو القرار الإسرائيليون الآن فرصة سانحة لإزالة الوجود العسكري الإيراني طويل الأمد في سوريا من خلال مجموعة من الوسائل العسكرية والدبلوماسية. يرتكّز نهج اسرائيل على تقدير انّ هذا الهدف يمكن تحقيقه مع احتواء القتال على الساحة السورية. ومع ذلك، فإن هذا الموقف الاستراتيجي الجديد يزيد من احتمالية امتداده إلى ما وراء الساحة السورية إلى صراع إقليمي. أظهرت الأعمال العسكرية الإيرانية في سوريا، أنّ أهدافها تتجاوز منطق الردع الدفاعي وهي مدفوعة بطموح لزيادة إمكاناتها الهجومية تجاه إسرائيل. يجب أن تلعب ألمانيا دوراً نشطاً في جهد منسق من قبل دول E3 (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) وروسيا للضغط على إيران لتقليص وجودها العسكري مع تزويدها بإطار عمل لحفظ ماء الوجه لحماية مصالحها السياسية الأساسية.

بذلت إيران منذ صيف 2017، جهوداً لتحويل سوريا إلى منصّة للنشاط العسكري ضد إسرائيل، الأمر الذي أدّى إلى سياسة إسرائيلية جديدة تتمثل في “الاحتواء النشط” عبر جهود عسكرية ودبلوماسية مركّزة لتحديد الخطوط الحمراء للتعزيز العسكري الإيراني. في هذه العملية، زادت إسرائيل من مستوى المخاطرة التي ترغب في خوضها من أجل وقف المساعي الإيرانية. لم تكن حملة الاحتواء الإسرائيلية النشطة تهدف فقط إلى ردع إيران، ولكن أيضاً لإقناع روسيا -الحكَم الرئيسي في سوريا – بإدراج المخاوف الأمنية الإسرائيلية في النظام الجديد الذي كانت تحاول إنشائه في سوريا.

منذ شباط/فبراير 2018، ومع تحوُّل سيناريو المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران إلى حقيقة واقعة، أصبحت سياسة إسرائيل مدفوعة بمفهوم استراتيجي جديد. ترى القيادة الإسرائيلية الآن إزالة الوجود العسكري الإيراني في سوريا هدفاً ممكناً. كان مطلب إسرائيل الرسمي منذ بدء التدخُّل الإيراني هو إزالة إيران ووكلائها من سوريا. ومع ذلك، فقد حدّد صُنّاع القرار الإسرائيليون الآن مساحة للعمل الحاسم – فرصة سانحة – للدخول في حملة مستمرّة للقضاء على القدرات العسكرية الإيرانية في سوريا. يتم توجيه هذا النهج الجديد وأهدافه الاستراتيجية من قِبل المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية، وهي مدعومة بقوّة من القيادة السياسية، كما أوضح في 10 أيار/مايو وزير المخابرات الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “إسرائيل حاسمة … نحن نواجه إيران بمعضلة – ترْك سوريا أو نتأذى وندخُل في صراع … في النهاية يتعلّق الأمر بتحطيم الإرادة الإيرانية للتواجد في سوريا.”

يتشكّل التغيير الإسرائيلي في الموقف من خلال عاملين رئيسيين: الأول، تطوّرات دولية محدّدة تَعتبرها إسرائيل على أنها تضع إيران في حالة ضعف استراتيجي. وثانياً، رداً على المحاولات الإيرانية الأخيرة (10 شباط/فبراير، 10 أيّار/مايو) لمهاجمة إسرائيل مباشرة، فضلاً عن فشل سياسة “الاحتواء النشط” السابقة في ردع إيران عن بناء قوّاتها في سوريا.

كانت نقطة التحوّل في النهج الاستراتيجي لإسرائيل هي محاولة إيران الهجوم /التسلّل بطائرات بدون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي في شباط/فبراير. بالنسبة لإسرائيل، كان هذا الإجراء بمثابة دليل لإعادة التقييم التشغيلي لسببين. أولاً، أظهر من الناحية العملية استعداد إيران لاستخدام سوريا كقاعدة لعمليات هجومية ضد إسرائيل. في هذا السياق، فإن قرار إيران باستخدام منصّة تحمل “توقيعًا” إيرانيًا مميزاً – أي طائرة بدون طيار إيرانية الصنع، بدلاً من استخدام وكلاء للعمل مباشرة ضد إسرائيل – دعم اعتقاد إسرائيل بأن إيران تهدف إلى التأكيد على مشاركتها. وكما قال ضابط إسرائيلي كبير: “هذه هي المرّة الأولى التي نرى فيها إيران تفعل شيئاً ما ضد إسرائيل – وليس بالوكالة … وهذا فتح فترة جديدة.” ثانياً، عرضت عدم قدرة روسيا – أو ربما عدم رغبتها – في منع حليفها العسكري من تنفيذ محاولات تسلل مباشرة إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وتحدّى التصوّر الإسرائيلي، بأن روسيا تعمل كعامل احتدام لأعمال إيران ضد إسرائيل. كان من المرجح أن تعزز حقيقة أن المهمة انطلقت من قاعدة T4 الجوية ، حيث يوجد مستشارون روس بانتظام ، هذه الشكوك.

طريقة جديدة للعمليات

تسترشد المقاربة الإسرائيلية الجديدة حالياً بثلاثة مبادئ عملياتية.

  1. أخذ المبادرة لضرب الإيرانيين مباشرة – تتجلى العقلية الإسرائيلية الجديدة من خلال تغيير أسلوب العمليات العسكرية. تستهدف الجهود العسكرية الحالية بشكل شبه حصري البنية التحتية والأفراد التابعين لإيران وحزب الله في سوريا. وكما قال ضابط إسرائيلي كبير سابقاً في 24 أيّار/مايو: “عندما نحدّد توطيداً (للقوات الإيرانية) أو إدخال أسلحة، فإننا نتحرّك”. قبل حادثة الطائرة بدون طيار في شباط/فبراير، كانت الإجراءات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف تابعة لإيران تهدف إلى ردع إيران، بدلاً من إلحاق الضرر بقوّاتها. يمكن اعتبار الضربات الجوية مثل تلك التي أُطلِقت على قاعدة فارغة كان من المقرّر أن تسكنها الميليشيات الموالية لإيران في كانون الأول/ديسمبر 2017 بمثابة طلقة تحذير عبر القوس (مصطلح بحري يعني ضرب مقدّمة السفينة كنوع من التحذير- المترجم). كانت السياسة الإسرائيلية هي تقليل الخسائر الإيرانية من أجل تجنُّب المزيد من التصعيد. في أعقاب حادثة الطائرة بدون طيار، يبدو أنّ احتمال وقوع إصابات بين الأفراد الإيرانيين قد تحوّل من سيناريو يجب تجنّبه إلى هدف معلَن للعمليات الإسرائيلية. ونتيجة لذلك، تكبّد فيلق القدس الإيراني في سوريا عشرات الضحايا منذ شباط/فبراير بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية. إذا أُلغي التوقيع على سياسة الاحتواء النشط، للإشارة إلى التصميم الإسرائيلي ووضع خطوط حمراء في مواجهة إيران، فإن النهج الإسرائيلي الجديد يركّز على فرض هذه الخطوط من خلال الوسائل العسكرية. يَظهر نهج إسرائيل الجديد أيضاً في استعدادها الآن لإعلان مسؤوليتها عن بعض الضربات الجوية. إن المنطق الجديد للمناورة الحاسمة يقلّل من قيمة الحفاظ على الغموض التشغيلي والسياسي. بدلاً من ذلك، فهي تدعم الخطاب العام الذي يهدف إلى إعلان عزم إسرائيل على كل من الجماهير المحلية والدولية. في هذا السياق، فإن الدعم الواسع نسبياً الذي يتلقاه هذا النمط الجديد من العمليات في سوريا من الجمهور الإسرائيلي وعبر الخريطة السياسية المحلية، يوفر مزيداً من الدعم لسياسة المواجهة المفتوحة مع إيران.

  2. التمييز بين إيران ونظام بشار الأسد – تركّز الضربات الجوية الإسرائيلية فقط على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني وتجنُّب ، في هذه المرحلة، ضرب أو تهديد أهداف مرتبطة بنظام الأسد. وهذا يختلف عن استراتيجية إسرائيل قبل الحرب الأهلية، المتمثلة في تحليق طلعات جوية فوق القصر الرئاسي كوسيلة للضغط على الأسد لاحتواء حزب الله. يتم استهداف وحدات الجيش السوري فقط عندما تتورّط بشكلٍ مباشر في الاشتباك الإسرائيلي الإيراني – كما في حالة وحدات الدفاع الجوي السورية، التي تكبّدت خسائر فادحة في محاولاتها لمقاومة العمليات الإسرائيلية – أو عندما تستضيف قواعد الجيش السوري القوّات الإيرانية.

هناك ثلاثة تفسيرات محتملة لهذه السياسة التشغيلية. أولاً، التغيير الجذري في ميزان القوى بين إيران ونظام الأسد يقلّل بشكلٍ كبير من قدرة الأخير على التأثير على نشاط إيران في سوريا. ثانياً، من المرجّح أن يؤدّي هجوم إسرائيلي على القيادة السياسية السورية ورموز سيادتها إلى زيادة الاحتكاك مع راعيها الرئيسي – روسيا، التي يتمثل هدفها الأساسي في تعزيز قدرة النظام على الحكم. ثالثاً، قد يكون هذا التمييز مصمَّماً لدق إسفين بين الهدف المباشر، إيران، والطرف المصاب مباشرة، سوريا.

  1. تضافر الجهود العسكرية والدبلوماسية – بالتنسيق مع الجهود العسكرية، تجري مناورة إسرائيل الحاسمة ضد الوجود الإيراني على المستوى الدبلوماسي. الهدف الرئيسي من هذه الجهود هو دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية من خلال الخطوات الدبلوماسية (والعكس صحيح). يتّضح هذا في الجهود الدبلوماسية المستمرّة التي يتم توجيهها إلى الجهات الفاعلة ذات الصلة من خارج المنطقة – روسيا والولايات المتحدة والجهات الفاعلة الأوروبية الرئيسية – لإقناعهم باتخاذ مواقف ملموسة ضد جهود إيران المستمرّة في سوريا. كانت الجهود المبذولة لحشد الدعم الدولي ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا دافعاً رئيسياً وراء زيارة بنيامين نتنياهو إلى أوروبا في أوائل حزيران/يونيو وموضوعاً رئيسياً في اجتماعاته مع قادة ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. تتمثل سياسة إسرائيل في عرض الوجود الإيراني في سوريا ومحاولاتها لتحقيق قدرة نووية عسكرية، على أنهما مسألتان مترابطتان تؤثّران على تأثير إيران المزعزِع للاستقرار في المنطقة – التركيز على “إيران وإيران”، كما وصفها نتنياهو. ومع ذلك، يبدو من بين هذين الأمرين، أنّ القضية السورية قد حظيت بالأولوية، وهو ما يستلزم استجابة دولية فورية. تتوافق الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية تجاه روسيا بشكلٍ مباشر مع النشاط العسكري الإسرائيلي.

يبدو أن العوامل العالمية التي تساهم في المواجهة المباشرة لإسرائيل, تعتمد على تصوّر إسرائيل عن نافذة الفرصة للعمل بشكلٍ حاسم ضد إيران، وهي تستند إلى تطورين رئيسيين في السياسات السورية للولايات المتحدة وروسيا. من وجهة نظر القيادة الإسرائيلية، تتحدّى هذه التطوّرات قدرة إيران على الحفاظ على وجودها العسكري طويل الأمد في سوريا، فضلاً عن تعزيز حرّية إسرائيل في المناورة العسكرية في سوريا. التطوّر الأول هو إعادة تعديل نهج روسيا تجاه دور كل من إيران وإسرائيل في سوريا. منذ أيّار/مايو 2018، كان هناك تغيير ملموس في موقف روسيا تجاه الوجود العسكري الإيراني طويل الأمد في سوريا، وتسامح أكبر مع سياسة الاحتواء الإسرائيلية. يفضح التصعيد المتطوِّر بين إسرائيل وإيران في سوريا، الفجوة بين مصلحة إيران الإستراتيجية في الحفاظ على سوريا كعنصر في استراتيجية الردع الخاصة بها تجاه إسرائيل، ومصالح روسيا الأساسية المتمثلة في تعزيز السيادة الفعّالة لنظام الأسد. حتى لو لم تكن أفعال إسرائيل ضد إيران موجّهة حالياً ضد نظام الأسد، فإنها لا تزال تلحِق الضرر بقدراته العسكرية، وتحمل خطراً محتمَلاً على مرونته السياسية. حتى الآن، كلفت هذه الإجراءات النظام جزءاً كبيراً من قدراته الدفاعية الجوية. من منظور أوسع، مع توقف القتال واستعادة نظام الأسد قدرته المستقلة على السيطرة على معظم الأراضي السورية، من المتوقع أن ينخفض ​​اعتماد روسيا على الدعم العسكري من إيران. بالإضافة إلى ذلك، مع تحوُّل سوريا ببطء من الفوضى إلى النظام الجزئي، تتحوّل العلاقات الروسية الإيرانية تدريجياً من التحالف إلى المنافسة. تجد روسيا نفسها تتنافس مع إيران حول النظام السياسي المستقبلي في سوريا، فضلاً عن الفوائد الاقتصادية لإعادة البناء الشامل للبلاد. على الرغم من أنّ إيران لا تزال حليفاً عسكرياً رئيسياً في سوريا، إلا أنّ الواقع المتطوِّر يحوّلها تدريجياً إلى عبء على روسيا.

إنّ التغيير في التوازن بين روسيا وإيران محسوس بشكلٍ أساسي على مستوى الخطاب السياسي.

منذ أيّار/مايو 2018، يمكن ملاحظة تغيير واضح في خطاب القيادة الروسية فيما يتعلّق بشرعية الوجود العسكري طويل الأمد لإيران وحزب الله في سوريا، الأمر الذي أثار استياء إيران كثيراً. القادة الروس، الذين وصفوا ذات مرّة الوجود الإيراني المستقبلي بأنه شريك شرعي، يؤكّدون الآن على الحاجة لمغادرة القوّات الإيرانية وحزب الله سوريا بعد انتهاء الحرب الأهلية. بالنسبة لإسرائيل، فإن هذا التغيير في استعداد روسيا لمناقشة، ليس فقط وجود القوّات الإيرانية بالقرب من خط الهدنة الإسرائيلي-السوري لعام 1974، ولكن أيضاً الوجود العسكري الإيراني على المدى الطويل في سوريا، أمر مهم. وفقاً لذلك، أعاد القادة الإسرائيليون في اجتماعاتهم الأخيرة مع الزعيم الروسي في أيّار/مايو، تقديم مطلبهم بضرورة إخراج إيران لقوّاتها من سوريا.

على الرغم من التصريحات السياسية العامة، لا يزال هناك اختلاف أساسي في الآراء بين إسرائيل وروسيا فيما يتعلّق بنطاق الخطوات الروسية الحالية للحَدّ من الوجود العسكري الإيراني. بينما تركّز روسيا على التوصُّل إلى تفاهم من شأنه أن يبعد القوات الإيرانية عن خط الهدنة بين إسرائيل وسوريا، تؤكّد المطالب الإسرائيلية بوضوح أنّ “إيران يجب أن تغادر سوريا. كل سوريا”. بالإضافة إلى ذلك، وبغضّ النظر عن النوايا، فإن القدرة العملية لروسيا على الحَد من انتشار القوّات الإيرانية لا تزال موضع شَك. لم تُظهر روسيا بَعد التزاماً بمنع الميليشيات الموالية لإيران من المشاركة في هجوم نظام الأسد الأخير في تمّوز/يوليو في جنوب غرب سوريا. على أي حال، فإن منع إيران من الانخراط في أنشطة في أجزاء أخرى من سوريا، ليس على أجندة روسيا حالاً. على الصعيد العملي، لا تزال روسيا تحاول الحفاظ على دورها المتوازن بين إسرائيل وإيران، مع الحفاظ على علاقات عمل فعّالة مع حليفها العسكري الإيراني على الأرض.

ومع ذلك، يبدو أنّ إعادة التعديل الحالية لروسيا تؤثر على موقفها العملياتي تجاه مطالب إسرائيل – والنشاط العسكري ضد – إيران في سوريا. منذ شهر أيّار/مايو الماضي، بذلت روسيا جهوداً دبلوماسية كبيرة لإعادة الانخراط في المناقشات بشأن مطلب إسرائيل بإبقاء القوات الإيرانية وحزب الله بعيداً عن خط الهدنة بين إسرائيل وسوريا. أشارت بعض التقارير إلى رغبة روسيا في الالتزام بمنطقة عازلة تمتد من 60 إلى 70 كم من خط الهدنة. تمّ تصميم الجهود الروسية لدعم هجوم النظام الناجح في جنوب غرب سوريا من خلال منع إسرائيل من العمل ضد القوّات المناورة. إنّ الدعم الروسي لمطلب المنطقة العازلة هذا ليس جديداً – فقد كان بمثابة الأساس لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسّطت فيه روسيا والولايات المتحدة في تمّوز/يوليو 2017. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة ذات مغزى بالنسبة لإسرائيل لسببين.

أولاً، يشير إلى رغبة روسية متجدّدة في اتخاذ خطوات نشِطة لفرض منطقة عازلة في المستقبل في منطقة الجولان. ثانياً، إذا تمّ قبوله، فسوف يوسع الإطار الجديد بشكلٍ كبير المنطقة العازلة التي حددتها اتفاقية تمّوز/يوليو ويقيد قدرة إيران على استخدام منطقة الجولان كمنصّة انطلاق لمهاجمة إسرائيل. في سياق الحملة العسكرية الإسرائيلية، أثار رد روسيا النقدي على الضربات الجوية الإسرائيلية في شباط/فبراير ونيسان/أبريل على قاعدة T4 الجوية، مخاوف أوّلية في إسرائيل من أنّ روسيا قد تفكّر في تعليق آلية التنسيق مع إسرائيل، أو حتى اتخاذ خطوات للحَد من حرّية إسرائيل في إطلاق عمليات في الأجواء السورية. في هذا السياق، يمكن اعتبار الصمت النسبي الذي ردّت به روسيا على العملية الإسرائيلية واسعة النطاق ضد البنية التحتية الإيرانية في سوريا في 10 أيّار/مايو (“عملية بيت الورق”) دليلاً على تسامح روسيا المتزايد مع تصرّفات إسرائيل. حتى أنّ بعض التقارير زعمت أنّ روسيا أعطت إسرائيل الضوء الأخضر، للعمل ضد أهداف إيرانية في سوريا، طالما أنّ النظام غير مستهدَف. في بعض وجهات النظر، يمكن حتى أن يُنظر إلى روسيا على أنها المستفيد من تصرّفات إسرائيل، لأنها تشارك إسرائيل طموحها في كبح نفوذ إيران ولكنها تفتقر إلى القدرة على القيام بذلك. إنّ قرار روسيا الأخير في أيّار/مايو بالامتناع عن دعم سوريا بأنظمة دفاع جوي محدثة من طراز S-300 بمثابة إشارة إضافية إلى أنّ روسيا، لا تنوي تقييد حرّية إسرائيل في العمل في سوريا. لذلك يبدو أنّ إسرائيل تحقق على الأقل هدفها الأساسي في مواجهة روسيا – ضمان بقاء روسيا بعيدة عن طريق إسرائيل.

التطوّر الثاني هو إدراك إسرائيل لضعف إيران الاستراتيجي، في أعقاب قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات ثانوية على إيران – يرتبط نهج إسرائيل المباشر في مواجهة إيران في سوريا باستراتيجية المواجهة الإيرانية التي تبنّتها مؤخّراً الإدارة الأمريكية. يتعلّق هذا بقرار الإدارة بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران (خطّة العمل الشاملة المشتركة – JCPOA)، وحتى أكثر من ذلك بقرارها بفرض مجموعة جديدة من العقوبات الشاملة على إيران. تقييم إسرائيل هو أنّ هذه العقوبات سيكون لها تأثير مباشر على موقف إيران الاستراتيجي، وكذلك على مرونتها الداخلية. يبدو أنّ القادة الإسرائيليين في السياق السوري، يعتقدون أنّ الآثار السلبية للعقوبات على الاقتصاد الإيراني، ستزيد الانتقادات الداخلية بشأن التدخُّل المكلِف في سوريا، وبالتالي، تعيق قدرة إيران على الحفاظ على وجودها العسكري. بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز الجديد من قبل إدارة ترامب على تصرّفات إيران خارج حدودها، يثير الآمال الإسرائيلية في زيادة الدعم السياسي والاستخباراتي الأمريكي لحملة الاحتواء الإسرائيلية. تشير التقارير الأخيرة إلى أنّ الإدارة الأمريكية ستعبّر عن دعمها لمطالبة إسرائيل بإزالة الوجود العسكري الإيراني من سوريا خلال اجتماعه في 16 تمّوز/يوليو مع بوتين.

مخاطر التداعيات الإقليمية

لقد أظهرت إسرائيل في تصرّفاتها ضد الأفراد والمنشآت الإيرانية، استعدادها لقبول خطر المزيد من التصعيد، من أجل دحر الوجود الإيراني. ومع ذلك، فإن أحداث الشهرين الماضيين عزّزت التصوّر الإسرائيلي، بأنّ القدرات العملياتية لإيران يمكن تحييدها، دون أن يتدهور الوضع إلى حرب إقليمية. لذلك تهدف إسرائيل إلى شنّ “حرب فاخرة” ضد إيران في سوريا – مستخدِمة تفوّقها في القوّة النارية لتفكيك معقل إيران قطعة قطعة، دون دفع الثمن البشري والسياسي والاقتصادي لصراع كامل. على وجه التحديد، يُنظر إلى عدم وجود رد فعل إيراني على عملية “بيت الورق” في إسرائيل، على أنه تأكيد لمنطق “عزل الحلبة” – مفهوم العملية أنّ إسرائيل يمكن أن تدخُل في صراع عسكري مباشر مع إيران في سوريا، مع منع انتشارها في ساحات أخرى. ترتبط العقلية الإسرائيلية الحالية بالنجاح الملحوظ لردع إسرائيل تجاه حزب الله في لبنان. يُعتبر الحفاظ على حزب الله – ومخزوناته الهائلة من أكثر من 100000 صاروخ موجّه للجبهة الداخلية الإسرائيلية – بعيداً عن القتال، هدفاً رئيسياً من قِبل صُنّاع القرار الإسرائيليين.

ومع ذلك، فإن استمرار الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل في سوريا، يزيد من فرص التصعيد، داخل الساحة السورية وخارجها. من المرجّح، على أمل استخدام نافذة الفرص المتصوَّرة لديها، أن تواصِل إسرائيل – بل وتزيد – معدّل وحجم هجماتها ضد أهداف إيرانية وأهداف حزب الله في سوريا، على سبيل المثال من خلال استهداف ضباط إيرانيين رفيعي المستوى. من المستبعَد جداً أن تستسلم إيران، من حيث المبدأ وبشكلٍ خاص في موقعها الدولي الحالي، لتحطيم إسرائيل وتقليص نشاطها العسكري تحت الضغط العسكري الإسرائيلي. مع تعرُّض خطّة العمل الشاملة المشتركة لخطر جسيم، والهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، أصبح احتمالاً صحيحاً مرّة أخرى، فإن قيمة البؤرة الاستيطانية السورية لسياسة ردع إيران تجاه إسرائيل أكبر من أيّ وقت مضى. بالإضافة إلى ذلك، مع تحدّي موقف إيران الدولي من قِبل الولايات المتحدة، فإن الانسحاب من سوريا تحت النار ليس خسارة يمكن لإيران أن تتحملها. وبالتالي، فإن استمرار وجودها في سوريا هو مصلحة استراتيجية رئيسية ومسألة هيبة وطنية. في المرحلة الحالية، تتجاهل كل من إسرائيل وإيران، الافتقار إلى الحافز لتوسيع نطاق الحرب خارج السياق السوري. ومع ذلك، فإن تصرّفات كلا الطرفين، تُظهر استعدادهما للمخاطرة بمزيد من تفاقم الصراع لحماية مصالحهما الأساسية في سوريا.

الحافز الرئيسي الذي يمكن أن يحوِّل الصراع الإسرائيلي الإيراني في سوريا إلى صراع إقليمي هو خطر امتداده إلى لبنان. إذا قرّرت إيران إشراك حزب الله ومخزوناتها الهائلة من الصواريخ ضد الجبهة الداخلية لإسرائيل، فمن المرجّح أن تستخدم إسرائيل مستويات غير مسبوقة من القوة العسكرية، الأمر الذي يؤدّي إلى نتائج مدمِّرة للبنان. مع النظر في قدرات حزب الله الحالية على ضرب أهداف استراتيجية في إسرائيل، والاتجاه الإسرائيلي المتزايد لتصنيف حزب الله والجيش اللبناني والنظام السياسي اللبناني ككيان واحد، وتهديدات القادة الإسرائيليين بتحويل لبنان إلى “أرض قاحلة” في حرب مستقبلية، من المتوقع أن يكون مثل هذا الصراع أكبر حجماً من أيّ من جولات القتال السابقة بين الطرفين. يمكن أن يعجّل بسهولة توسُّعاً إضافياً للحرب إلى صراع إقليمي. مردّداً صدى الدفاع الإسرائيلي، تحذير الوزير أفيغدور ليبرمان من أنه “إذا هاجمت إيران تل أبيب – إسرائيل ستهاجم طهران”، فإن هجوماً على الجبهة الداخلية لإسرائيل من قبل إيران أو حزب الله، يمكن أن يحرِّض على رد إسرائيلي لن يكون محسوساً في لبنان وسوريا فحسب، بل أيضاً في إيران.

على المستوى الفوري، يمكن أن تؤدّي أربعة تطوّرات محتمَلة إلى مزيد من التصعيد وامتداد الصراع الإسرائيلي الإيراني إلى ما هو أبعد من النطاق السوري:

  1. استمرار جهود إيران الحالية لبناء قدراتها العملياتية المستقلة في سوريا – على سبيل المثال من خلال وضع أنظمة أسلحة جديدة، واستيعاب قوّاتها في الجيش السوري كوحدات مستقلة، وتعزيز قدرة حزب الله الإستراتيجية على إلحاق أضرار بإسرائيل، وبناء قواعد جوّية وبحرية جديدة في سوريا، وانتشار حزب الله والميليشيات الموالية لإيران بالقرب من خط الهدنة لعام 1974. من المرجَّح أن يؤدّي التعزيز التدريجي للقوات الإيرانية في سوريا، إلى رد إسرائيلي قوي وديناميكية التصعيد المتبَادَل.

  2. انتقام إيراني متأخر على “عملية بيت الورق” – بهدف السعي للانتقام من الخسائر الإيرانية وردع الهجمات الإسرائيلية الإضافية. يمكن أن يتم شن مثل هذا الانتقام من الأراضي السورية في شكل وابل صاروخي آخر ضد المنشآت العسكرية الإسرائيلية في الجولان، أو هجوم عالي المسار ضد أهداف استراتيجية في إسرائيل، أو هجوم تكتيكي من قِبل الميليشيات الموالية لإيران على القوّات الإسرائيلية في خط المناوشات في الجولان. ويمكن أيضاً تكرار التكتيكات السابقة للحرس الثوري الإيراني وإطلاقه ضد أهداف إسرائيلية في الخارج. من المرجَّح أن يثير الانتقام الإيراني – وخاصّةً الذي يحاول توسيع القتال ليشمل ساحات أخرى، أو الإضرار بالجبهة الداخلية الإسرائيلية – رداً إسرائيلياً قوياً، والذي من غير المرجّح أن يظل مقصوراً على سوريا وحدها.

3 – اشتباك إسرائيلي برّي مع فيلق القدس/الميليشيات الموالية لإيران، في أعقاب حملة الأسد لاستعادة السيطرة على منطقة خط الهدنة – يتحدّى إدراج حزب الله والميليشيات الموالية لإيران في الحملة الحالية لسياسة إسرائيل الأساسية، المتمثلة في معارضة وجود القوّات الموالية لإيران بالقرب من خط الهدنة. قد يؤدّي الفشل الروسي في منع الانتشار المستقبلي للقوّات الموالية لإيران في المنطقة، إلى قيام إسرائيل بمهاجمة هذه القوات. تكتسب هذه المخاوف صلة برفض إيران العلني لأيّ قيود على نشاطها الحالي في جنوب سوريا.

  1. بصرف النظر عن سيناريوهات التصعيد غير المقصود، يمكن أن ينجم امتداد الصراع أيضاً، عن قرار مع سبق الإصرار من قبل القيادة الإيرانية. مثل هذا القرار بالتصعيد يمكن اتخاذه إذا أعادت الجهود العسكرية الإسرائيلية إيران إلى الجدار في سوريا. بينما تهدف سياسة إسرائيل إلى دفع إيران إلى منعطف اتخاذ القرار، حيث يتعيّن عليها الاختيار بين مغادرة سوريا وتصعيد القتال، فقد تجد إسرائيل أنّ إيران تختار الخيار الثاني وتوسيع نطاق الصراع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يَحدث تصعيد من جانب إيران أيضاً، كنتيجة للتطوّرات الدولية الأوسع، والتي قد يفسّرها النظام في إيران، على أنها تهديد لاستقراره: على سبيل المثال، انهيار خطّة العمل الشاملة المشتركة، وهو تقدير بأن هجوماً إسرائيلياً وشيكاً على وشك أن ينطلق ضد منشآت إيران النووية، أو صراع إقليمي مباشر مع السعودية ودول الخليج. أيّ تطوّر من هذا القبيل يمكن أن يخلق حوافز جديدة لصُنّاع القرار الإيرانيين، لتحدّي الوضع الراهن من خلال استخدام الورقة الرابحة السورية، لما تستحق.

مقاربة أوروبية روسية للتهدئة

أظهرت إيران منذ أوائل عام 2018، طموحاً لاستخدام تدخّلها المباشر في سوريا، كفرصة لتحويل البلاد إلى منصّة استراتيجية لعمل هجومي ضد إسرائيل. تبنّت إسرائيل ردّاً على ذلك، مقاربة “الكل أو لا شيء” تجاه الوجود الإيراني في سوريا، وبلغت ذروتها في جهد عسكري لصد إيران. يضع هذا النهج هدفاً سياسياً يصعب تحقيقه دون إشعال فتيل حرب إقليمية. يجب أن يكون الهدف الرئيسي للمجتمع الدولي هو وقف التصعيد بالضغط على إيران لتقليص وجودها العسكري في سوريا، مع إقناع إسرائيل بالامتناع عن استخدام القوّة العسكرية في سوريا. يتطلّب هذا الهدف نوعين من الجهد. أولاً، يستلزم تسوية دولية صارمة ضد جهود إيران المستمرّة لتعزيز قدراتها العملياتية في سوريا. ثانياً، يستلزم أن يقدّم المجتمع الدولي تفاهماً بين إسرائيل وإيران، حول قيود الوجود العسكري الإيراني المستقبلي في سوريا. في هذا الصدد، يجب أن تتبع نهج “المسار المزدوج” الذي يجمع بين الحوار الدبلوماسي مع الإجراءات الملموسة للضغط على إيران، كما فعلت دول مجموعة E3 (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) في المراحل الأولى من المفاوضات النووية مع إيران. بالنظر إلى مصالح وقدرات الجهات الفاعلة الدولية، فإن الإطار الأكثر فعّالية لتحقيق التقليص هو الجهد المشترك الذي تقوده دول E3 بالتنسيق مع روسيا.

إن امتداد الصراع إلى لبنان وخارجه سيكون له تأثير مزعزِع للاستقرار في أوروبا. مع وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان وحده، من المرجّح أن يؤدي مثل هذا الصراع إلى نزوح جماعي جديد للاجئين نحو أوروبا. كما أنّ الصراع من شأنه أن يخلق سياقاً مثيراً جديداً، الأمر الذي يؤدّي إلى تكثيف الأنشطة الإرهابية والتطرّف في جميع أنحاء القارة. بالإضافة إلى ذلك، من المرجّح أن يؤدّي ذلك إلى انهيار خطّة العمل الشاملة المشتركة.

يعتمد أحد الجوانب الحاسمة في تحقيق التقليص، على تزويد إيران بنهج يحفظ ماء الوجه، لتقديم مثل هذه التسوية الإستراتيجية، ولتأمين التزام إسرائيل بالحل الوسط في نفس الوقت. يمكن تحقيق ذلك من خلال إشراك إيران في عملية تحديد القيود المقبولة على وجودها في سوريا، وتنفيذ التقليص التدريجي بطريقة تدريجية لتجنُّب ظهور الهزيمة. يجب تصميم هذا الجهد للتعامل أولاً مع الأمور الملحّة لتقليل القدرات الهجومية لإيران، والتنفيس المسبَق عن وجود القوّات الموالية لإيران في محيط خط الهدنة. في وقتٍ لاحق، يمكن توسيعها للتعامل مع القضايا الإستراتيجية المتمثلة في الوجود الإيراني طويل الأمد في سوريا، وإمداد إيران بالأسلحة المتطوّرة لحزب الله. التحدّي هو إيجاد صيغة تلبّي احتياجات إسرائيل الأمنية، مع السماح لإيران بالحفاظ على مستوى معيّن من النفوذ السياسي والاقتصادي في سوريا، وكذلك السماح لقادتها بحفظ ماء الوجه.

إلى جانب الهدف الفوري المتمثل في منع التصعيد الإقليمي، يمكن أن يؤدّي التقليص التدريجي للقوّات الإيرانية في سوريا، إلى خلق ديناميكية إيجابية في دعم الجهود المبذولة، للحفاظ على خطّة العمل الشاملة المشتركة. تخدُم الأنشطة العسكرية الإيرانية خارج حدودها، كمبرِر واضح لكل من الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، لمعارضة خطّة العمل الشاملة المشتركة. وبالتالي، يمكن أن تكون معالجة الموضوع بمثابة نقطة انطلاق، لإعادة الانخراط الدبلوماسي من قِبل جميع الأطراف المشارِكة في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة.

تشارك دول E3 بالفعل في حوار استراتيجي مع إيران حول سياستها الإقليمية من خلال إطار “الحوار الهيكلي”، الذي أطلقته ألمانيا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن 2018. في هذا السياق، يجب أن يصبح النشاط العسكري الإيراني في سوريا، قضية أساسية إلى جانب الجهود الرئيسية لمجموعة E3 للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة.

لدى ألمانيا القدرة على أداء دور مهم في هذه الجهود. يمكن لألمانيا من موقعها الخاص كشريك استراتيجي لإسرائيل، وكطرف في حوار مستمر مع إيران – والتي تتمتع معها بمصداقية نسبية وإمكانية الوصول السياسي – أن تقود الحوار الاستراتيجي مع الطرفين، حول صيغة محتمَلة لوقف التصعيد. إنّ إدراج روسيا في مثل هذا الإطار هو أمر حيوي، ليس فقط من حيث النفوذ، ولكن أيضاً لتوفير وسيلة فعّالة لدعم قواعد الاشتباك المتفق عليها. نظراً لوجود جنودها على الأرض وهيمنة في المجال الجوي السوري، فإنّ روسيا هي الفاعل الدولي الوحيد القادر على مراقبة – وربما حتى فرض – شروط مثل هذا التفاهم. أدّى التغيير التدريجي في موقف روسيا تجاه الوجود الإيراني طويل الأمد في سوريا، إلى تقارب التصوّرات بين روسيا ومجموعة E3 فيما يتعلق بالقدرة القابلة للاشتعال لأنشطة إيران الحالية في سوريا. ويخلق هذا أرضية مشتركة لجهود دبلوماسية مشتركة خلف الكواليس (E3 + روسيا) للضغط على إيران لقبول القيود المفروضة على نشاطها العسكري في سوريا.


من العدد ٦٩ من جريدة المسار