رامز باكير
هذا العام، لاقت فعالية <الجامعة الماركسية الدولية> الذي أطلقتها (المنظمة الماركسية الأممية) نجاحاً كبيراً، حيث حضر الآلاف من ١٤٤ بلداً، منهم من حضروا افتراضياً أو ضمن مجموعات. وتم جمع حوالي المليون دولار من إجمالي مساهمات الحضور.
وعقدت الفعالية في فترة ما بين 23 و 26 تموز/يوليو 2022. وتم تسجيل ما مجموعه 7333 شخصًا -بزيادة وقدرها أكثر من 1000 مشارك عن عام فعالية 2020. من بوليفيا إلى بلجيكا؛ ومن فيتنام إلى فنزويلا؛ ومن باكستان إلى بيرو وحتى من سوريا: توافد العمال والشباب الثوريون على أكبر مدرسة ماركسية استضافتها المنظمة الأممية للماركسيين على الإطلاق. حيث استمع وشاهد الحضور المحاضرات والمناقشات التي كانت على أعلى مستوى سياسي. وتم جمع مساهمات من الرفاق تقدر ب€825,000، جنيه استرليني، والتي ستخصص الآن لشراء مكتب أممي جديد في لندن.
وتم نشر صورة من قبل بعض الرفاق تظهر تسلقهم الجبال في قمم باكستان وبلوشستان من أجل الحصول على تغطية قوية بما يكفي للمشاركة بهذه الفعالية، مظهرين أن الالتزام الثوري في جميع أنحاء العالم بتعلم الأفكار الماركسية لا يقهر.
أما في بريطانيا، فحضر الرفاق حفلات المشاهدة في جميع أنحاء البلاد -من لندن إلى إدنبرة؛ ومن بريستول إلى نورويتش -حيث شاركوا بالعديد من المحادثات الحية والسمينارات وساهموا في عدد من الجلسات. وكان هناك متسع من الوقت قبل وبعد وفي فترات الراحة للمناقشات غير الرسمية والتواصل الاجتماعي.
وتمت ترجمة الجلسات والمحاضرات إلى الإسبانية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية والروسية والأردية والصينية والعربية، مما جعل من هذا الحدث حدثًا أُمميًا حقيقيًا فريداً من نوعه. وشملت محاضرات الجامعة قضايا كوضع الاقتصاد في تناقضات الرأسمالية، المادية التاريخية، الماركسية والفن، الغزو الإسباني للأميركتين، والثورات الأوروبية عام 1848، وفلسفة التنوير، والتفسير الماركسي للتضخم، وآخر التطورات في سيريلانكا وأوكرانيا والشرق الأوسط وغيرها الكثير. قدمها الرفاق من الشباب والكتاب والأكاديميين، «كالان وودز» و «روب سيويل» وغيرهم.
في عالم يمكن أن يبدو معقداً وفوضويًا بشكل متزايد، خاصةً مع تسارع تداعيات الأزمات الكبرى التي نمر بها، لم يكن هناك وقت أفضل بل وأهم من وقتنا هذا لدراسة الأفكار الثورية للاشتراكية العلمية، وإقامة فعالية كهذه بأهميتها وحجمها، لبناء وإطلاق القوى الماركسية الثورية الكامنة، وللتذكير دائماً بأن المهمة الأساسية لا تكمن في فهم العالم وتأويله وحسب، ولكن بتغييره فعليّاً!