صباح اليوم قامت القوات الاسرائيلية باغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة “الجزيرة” أثناء اقتحام تلك القوات لمخيم جنين.
لقد كانت الشهيدة شيرين أبو عاقلة، بنت مدينة القدس، نافذة يطل عبرها المشاهد العربي على فلسطين ويشم منها رائحة الأرض المسلوبة من الصهاينة الذين أتوا من بقاع الأرض المختلفة لكي يسلبوا العرب الفلسطينيين أرضهم ويشردوهم بعد أن اغتصبوا بلدهم ثم يمارسوا أبشع أنواع الاحتلال الاستيطاني إثر إقامة دولة اسرائيل في عام 1948 التي ينضاف سجلها طوال ثلاثة أرباع القرن إلى سجل دولة التمييز العنصري (الأبارتهايد) التي كانت في جنوب افريقيا ثم بادت واندثرت وانهارت في عام 1994.
إن اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة هو تذكير بأن دولة إسرائيل هي كيان ما زال محتفظاً بطابعه العدواني وأنه كلما مر الزمن يزداد وحشية وخاصة أمام المقاومة الباسلة التي يبديها الشعب الفلسطيني وبالذات مخيم جنين، حيث اغتيلت الشهيدة على مدخله، وهو المخيم الذي أذاق الاسرائيليين الأمرًين منذ معركة عام 2002 وما زال، وقد أثبت بالشهرين الماضيين بأنه الرحم الذي يأتي منه معظم الاستشهاديين أبطال العمليات الأخيرة في داخل الأراضي الفلسطينية المغتصبة منذ عام 1948.
كما أن اغتيال الشهيدة، بما يمثله من معاني، هو رسالة تعلن من خلالها دولة إسرائيل بأن صراعها وجودي مع العرب والفلسطينيين، رغم اتفاقيات الحدود مع مصر والأردن، ومعها اتفاقية أوسلو، وبأن دولة الكيان قد أصبحت مدركة بأن سلام الحكام من دول الجوار، وتطبيع بعض الحكام العرب الآخرين، لا يساوي شيئاً عندها، وبأن الاسرائيليين يتصرفون الآن، بعد أربع وأربعين عاماً على بدء أول اتفاق مع حاكم عربي، من منطلق أن الصراع وجودي وليس حدودي مع العرب والفلسطينيين، ما دامت الناس في الشارع العربي والفلسطيني لم ينجروا مع التطبيع ولا قبلوا، في قلوبهم وعقولهم، بالاتفاقيات الموقعة مع ذلك الكيان الغاصب الذي تم زرعه في أرض فلسطين قبل ثلاثة أرباع القرن من الزمن.
11 أيار\مايو 2022
الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)