هكذا تتوزع المعابر داخل مناطق السيطرة في سوريا

مضت عشر سنوات على الحرب السورية، توزّع خلالها البلد تحت مناطق نفوذ مختلفة باتت حدودها شبه ثابتة منذ شهور طويلة، إلا أن هذه المناطق ليست منقطعة تماماً عن بعضها البعض وإنما تربطها معابر مختلفة تستخدم لأغراض تجارية ومدنية ونقاط تهريب.

ونشأت هذه المعابر الداخلية نتيجة الحصار والمعارك المستمرة بين أطراف الصراع السوري في مناطق السيطرة المختلفة.

كما تُعد نقاطاً فاصلة بين هذه المناطق، ومورداً هاماً للدخل للجهة المسيطرة عليها، حيث يتم تحصيل رسوم عبور للأفراد والسلع والسيارات، وتميل الجهات المسيطرة دائماً لتطوير هذه المعابر لأسباب تتعلق بالموارد المتحصلة منها.

وبحسب تقرير لمؤسسة “جسور للدراسات”، فإنه وحتى في أشد الظروف لم تنقطع العلاقات التجارية وحركة الأفراد بين هذه المناطق، ففي كل منها ميزة لا تتوافر في غيرها، ونتيجة العلاقات الاجتماعية والمصالح الاقتصادية للأفراد صار انتقالهم عبر هذه المناطق أمراً طبيعياً رغم مخاطره.

كما استخدمت بعض المعابر كمراكز لتسهيل عملية التفاوض بين هذه الأطراف.

وقالت مؤسسة “جسور” إن المقايضة استُخدمت في كثير من حالات التبادل في سوريا، مع تراجع دور النقود وأهميتها، فربما تتوافر النقود دون توافر السلع، والبائع أصبح أقل اهتماماً بالنقود لصالح الاهتمام بالسلع.

المعابر بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية

ولاحظ التقرير وجود أكثر من ١٥ معبراً بين مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية ومناطق سيطرة النظام، خمسة منها على الأقل تعد معابراً رسمية تتدفق منها السلع بين الطرفين، كما يستخدم بعضها المدنيين بشكل رئيسي . 

ويعد معبر “التايهة” (جنوب غرب مدينة منبج) و”الهورة” (شرق مدينة الطبقة) أبرز المعابر بين الطرفين، وهما معبران حيويان بالنسبة للنظام، إذ تمر قواته من خلالها إلى مناطق سيطرته داخل مناطق قسد، كما يحصل عبرهما على المحروقات.

وتتمثل أهمية هذه المعابر لقسد من خلال الموارد المتأتية منه، وإمكانية الضغط على النظام من خلاله.

وتتوزع المعابر والنقاط حسب المحافظات بين النظام وقسد:

حلب: التايهة.

الرقة: شنّان، الهورة، شعيب الذكر.

الحسكة: دوار المطار، دوار مرشو.

دير الزور: المحيمدية، الصالحية، جديد عكيات، جديد بكارة، صبحة، البصيرة، الشحيل، الطيانة، ذبيان، درنج، الجرذي.

المعابر بين النظام والمعارضة المسلحة

رأى التقرير أن سيولة الحركة في جانب المدنيين في المعابر الفاصلة بين المناطق التي يسيطر النظام وتلك التي تسيطر عليها المعارضة، أقلً منها مقارنة مع حالة مناطق سيطرة قسد، حيث تقتصر حركة المدنيين على الموظفين وبعض الطلاب، وغالباً ما يتعرض بعضهم للاعتقال أو الإهانة، ولكن الحركة التجارية مستمرة في أغلب الأوقات.

فمعبر “قلعة المضيق” الذي سيطر عليه النظام عام ٢٠١٩، كان يساهم في حركة تجارية واسعة، كما حافظت قوات المعارضة وقوات النظام لسنوات طويلة على وجود وسطاء تجاريين بين الطرفين.

لكن مع تمايز هؤلاء الوسطاء وانحيازهم لطرف على حساب الآخر، فقد ضعفَت الحركة التجارية التي تتدفق أحياناً عبر معابر التهريب أو من خلال فتح مؤقت لكل من معبر “ميزنار” أو معبر “سراقب” كما يتم استخدام معبر “أبو الزندين” قرب مدينة الباب لاستقبال المهجرين من مناطق النظام في أغلب الأوقات وكذلك لعمليات تجارية غير رسمية، وغالباً ما يتم استخدام المعابر بين مناطق قسد ومناطق المعارضة كمعابر وسيطة لتحرك السلع والأفراد من مناطق النظام إلى مناطق المعارضة أو العكس مروراً بمناطق قسد.

المعابر بين قوات سورية الديمقراطية والمعارضة المسلحة

يعتبر معبر “عون الدادات” قرب جرابلس هو المعبر الرسمي لتدفق السلع والأفراد بين مناطق قسد ومناطق المعارضة، ويدخل عبر المعبر المحروقات والمواد الغذائية والإلكترونيات وغيرها من السلع المهمة للطرفين، كما توجد معابر تهريب أخرى أقل أهمية وأكثر ضبطاً، كما هو الحال في معبر “أم جلود” وذلك لحساسية الوضع بين الطرفين، واتهام كل منهما للآخر بزعزعة الأمن في مناطقه.

وتتوزع المعابر والنقاط حسب المحافظات بين قسد والمعارضة المسلحة:

حلب: عود الدادات، أم جلود، براد.

الرقة: اعيوه.

وتتمتع مناطق قسد بأهمية كبيرة للمعارضة لنقل البضائع من وإلى مناطق النظام وأحياناً لإقامة علاقات تجارية مع العراق.

المصدر: مركز جسور للدراسات

من العدد ٥٣ من جريدة المسار