رامز مكرم باكير
تتفق جميع الحركات الشيوعية والماركسية إلى حدٍّ كبير بمهامها وأدواتها، بغض النظر عن بعض الاختلافات الايديولوجية، ومدى إرتباط هذه الاحزاب بطبقاتها والقوة الجماهيرية التي تمتلكها، فالمهمة التاريخية للاحزاب الشيوعية هي السعي الدائم لتفكيك الانظمة القائمة ورفع الوعي الطبقي لدى الشعوب.
وترتبط قوة هذه الأحزاب بمدى تمسكها بثوابتها الثورية وتمثيلها الأنسب لمطالب ومصالح الجماهير “وهذا ما تفتقره غالبية هذه الأحزاب والمنظمات في أيامنا هذه”.
وبقدر ما أن النظرية الماركسية هي النظرية الكاملة لتفسير أزمات تاريخية مثل الاستغلال والصراع الطبقي، وتسعى دائماً لتحقيق المساواة الاجتماعية الطبقية، بقدر ما يساء استخدام هذه النظرية. ومع أن العامل الاقتصادي الطبقي هو العامل الأساسي في كل الصراعات والمعاناة إلى أنه ليس العامل الوحيد. وإن الماركسية لم تحل مسألة الاستبداد وكثير من أشكال القمع الاجتماعي بشكل نهائي.
ومع أن الفكر التنويري الاوربي كان يهدف بشكل رئيسي إلى التحرر من قيود أشكال القمع الاجتماعي التي كانت سائدة في أوروبا وقتها، إلا أن ماركس انتقد صراحة الحركات التي كانت تربط الكفاح من أجل الاشتراكية بالكفاح من اجل العدالة والمساواة، ليس لأنه رفض المساواة والعدالة، ولكن لأنه رأى في هذا النوع من الخطاب يعكس ضعفاً وانهزامية، وأنه نابع من مخاوف مادية. فكل كفاح له أدواته وأسلحته الخاصة.
إن الاختزالية الماركسية هي محاولة إخضاع كل المفاهيم لتحليلات طبقية ماركسية وتبسيط حتى أكثر المسائل الحاحاً لتناسب هذا المنظور، وتكون غالباً هذه التحليلات كاريكاتورية ومنفصلة كلياً عن واقع المسائل التي تحاول معالجتها. وإن النهج الماركسي هو نهج نقدي وديالكتيكي، ودائم التغير مع تغير المجتمع وهياكل السلطة وأشكال الصراع، وليس منهج شمولي شبه ديني كما اخضعه الكثيرين للجمود والتحجر.