جو بايدن والكيان الصهيوني

رامز مكرم باكير

إن دعم جو بايدن القوي لإسرائيل والتزامه بحماية أمنها وتعزيز الشراكة بين كيانهما دعم شخصي للغاية وليس بجديد، بل يمتد على طول مسيرته السياسية المهنية.

فمنذ رحلته الأولى إلى إسرائيل في عام ١٩٧٣ وقبل وقت قصير من الحرب الذي يسمونها بحرب يوم الغفران، كان التزام بايدن بأمن إسرائيل لا يتزعزع، حيث قاتل واستبسل في مجلس الشيوخ للحصول على مساعدات مهمة لإسرائيل، واصفاً ذلك بأنه “أفضل استثمار بالتاريخ” وبقيمة ٣ مليارات دولار.

وخلال توليه منصب نائب للرئيس باراك أوباما، ساعد بايدن في ضمان الدعم الثابت لأمن إسرائيل. وكان من المدافعين الرئيسيين عن تأمين الدعم لتقنيات القبة الحديدية، ودايفيدز سلينج، وأنظمة أرو ٣ المضادة للصواريخ والدفاع الصاروخي.

وساعد أيضاً في صياغة مذكرة تفاهم غير مسبوقة بقيمة ٢٨ مليار دولار ومدتها عشر سنوات للمساعدة الدفاعية لإسرائيل تم توقيعها في عام ٢٠١٦، وهي أكبر حزمة مساعدات عسكرية في تاريخ الولايات المتحدة، غير الدعم الهائل والذي وصلت قيمته إلى ٢٠ مليار دولار مع نهاية عام ٢٠٢٠.

كما قاد بايدن جهوداً لمعارضة نزع الشرعية عن الكيان الاسرائيلي، سواء في المنظمات الدولية أو من خلال حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS) في الداخل الأمريكي الإمبريالي.

ماذا نتوقع من إدارة بايدن؟

سيحافظ بايدن بلا شك على التزامه بدعم الكيان الإسرائيلي – بما في ذلك التعاون العسكري والاستخباراتي والذي كان رائداً أيام إدارة أوباما، وسيسعى دائماً على ضمان التفوق العسكري النوعي للكيان الاسرائيلي في المنطقة. وأيضاً سيعمل مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية لدعم “جهود بناء السلام” العقيمة.  

وسيحث حكومة الكيان الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية “القسرية وغير المنتخبة” على التفاوض بشأن حل الدولتين، وذلك رغماً عن الفلسطينيين ولحساب الصهاينة. وسيحث الدول العربية “أشباه الاستعمار”، على تجاوز المحادثات الهادئة واتخاذ خطوات أكثر جرأة نحو التطبيع الزائد مع إسرائيل.

وسيرفض بشدة حركات المقاطعة – التي تستهدف إسرائيل وحملات نزع الشرعية عنها وإحراجها على المسرح العالمي.

إن أجندة بايدن تعكس إلى أكبر حد قيم الإمبريالية والتوسعية والانحطاط، ويخرج علينا اليوم كما عهدنا من كل رئيس أمريكي ليدين هجمات المقاومة الشعبية ويشرعن لدولة الاحتلال تجاوزاتها وممارساتها الاجرامية بنظام الفصل العنصري والتهجير العرقي القصري الذي يستهدف الشعب الفلسطيني العظيم، مساوياً بين الجلاد والضحية.