بعد ثلاثة أرباع القرن على جلاء الفرنسيين من سوريا، يعيش البلد حالة من الانقسام الطبقي الحاد مع بلوغ نسبة الفقر الثمانين بالمئة من السوريين وفق تقارير الأمم المتحدة، حيث أصبح الأغنياء، وكلهم أتوا من رحم السلطة السورية (التي ما زال حزبها يطلق على نفسه صفة الاشتراكي)، مُتمظهرين ومُتشكلين ضمن طبقة رأسمالية واضحة المعالم، فيما توضّحت معالم الطبقات والفئات الفقيرة وقسم كبير منهما كانوا قبل سنوات من الفئات الوسطى التي تم إفقارَها ضمن سياسة منهجية جعلت تركز المال في يد الرأسمالية، التي نسبة كبيرة منها تشكل في العشر سنوات من عمر الأزمة السورية، مستغلة ظروف الحصار والأزمة والانفجار الاجتماعي والنزوح والتهجير لتنهَب وتستغل وتغتني، فيما بلدان أخرى مثل كوبا وإيران استغلت الحصار الخارجي لتبني اقتصاداً وطنياً قوياً.
إن هذا الوضع يفرض على القوى اليسارية السورية أن تضع المسألة الطبقية على جدول أعمالها، بالتوازي مع المسألة الوطنية حيث البلد يعاني من احتلالات وهيمَنات خارجية، ومع المسألة الديمقراطية من أجل إنشاء نظام ديمقراطي تعددي، ومع مسألة التحديث في مجالات الدستور والتشريع والقوانين والمؤسسات، فالمسألة الطبقية، وهي تعني الكفاح من أجل تأمين مصالح وحقوق الطبقات والفئات الفقيرة وما تبقى من فئات وسطى، لا تقل أهمية عن تلك المسائل الثلاث بل ترتبط معها برباط عضوي.
عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي!
١ أيار ٢٠٢١
الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)