ولد حسني الزعيم في حلب عام 1894 من عائلة كردية. أصيب الزعيم باكراً بمرض السكري وتلقى علومه بحلب قبل أن يلتحق بالأكاديمية الحربية العثمانية في اسطنبول وكان والده يعمل مفتياً في الجيش العثماني قبل ذلك. في عام 1921 انضم الى القوة العسكرية الفرنسية التي شكلت في البلاد أثناء الانتداب الفرنسي وتلقى تدريباته العسكرية في فرنسا وترقى في الرتب العسكرية.
خلال الحرب الثانية قاتل في صفوف حكومة فيشي الفرنسية الموالية لألمانيا النازية. لذلك عوقب عام 1943 بعد أن هزمت قوات فيشي في سوريا عام 1941 على يد قوات الحلفاء حيث حكم عليه بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة مع تجريده من الرتب العسكرية وكان حينذاك برتبة عقيد.
أطلق سراحه عام 1944 بعفو رئاسي من شكري القوتلي وكان ينص قرار العفو على عودته برتبه السابقة فتم تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية في دير الزور ثم انتقل إلى دمشق كمدير للأمن الداخلي. وبعد هزيمة حرب 1948 أقال القوتلي عبد الله عطفة قائد الجيش في أيلول 1948 مع مرسوم بتعيين الزعيم قائداً للجيش.
في 30 آذار 1949 قام قائد الجيش حسني الزعيم بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس المنتخب شكري القوتلي ونصب نفسه حاكماً عسكرياً وتولى رئاسة الجمهورية في 11 نيسان ورئاسة الوزراء في 17 نيسان ثم دعا لاستفتاء في 25 حزيران أصبح على أثره رئيساً للجمهورية. أي جمع حسني الزعيم خلال المرحلة الأولى من حكمه بين رئاسة الدولة والحكومة والسلطة التشريعيّة.
وفق الوثائق الأميركية فإن الانقلاب كان مدعوماً من الاستخبارات المركزية الأميركية، وقد لوحظ بعد فترة قصيرة توقيع الزعيم على الاتفاقية مع شركة التابلاين لمرور أنابيب النفط السعودي عبر الأراضي السورية حتى ميناء الزهراني على الساحل اللبناني قرب مدينة صيدا، فيما كان المجلس النيابي السوري قد عرقل الاتفاقية مشترطاً أن يكون تصدير النفط من الساحل السوري. من جهة ثانية قام الزعيم بالتوقيع على اتفاقية الهدنة مع اسرائيل التي كان القوتلي رافضاً لها.
على صعيد سياسة حسني الزعيم كان رافضاً لمشروع “الهلال الخصيب” الذي طرحته بريطانيا والأسرة الملكية الهاشمية في العراق لإنشاء اتحاد سوري-عراقي، والذي كان يحظى كمشروع بتأييد “حزب الشعب”، وهو يتركز في حلب، وبتأييد “الحزب السوري القومي الاجتماعي”. قام حسني الزعيم بتسليم زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة للسلطات اللبنانية التي أعدمته. تقرب الزعيم من الرياض والقاهرة بسبب معارضتهما لمشروع الهلال الخصيب.
حصل انقلاب عسكري على حسني الزعيم بقيادة سامي الحناوي في 14 آب 1949، وكان الانقلاب مدعوماً من لندن وبغداد ومن القوميين السوريين، وتم إعدام حسني الزعيم مباشرة بعد انقلاب الحناوي.