التطبيع والمقاومة

جمال عامر

تأتي عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني معبرة عن قابلية نفسية اجتماعية لفئات داخل المجتمعات العربية للتطبيع وتعكس واقع موازين القوى على المستوى العربي والفلسطيني على وجه الخصوص المتراجعين حيث يلاحظ المبادرة التي طرحتها السعودية والتي تبنتها الجامعة العربية التي سميت المبادرة العربية للسلام جاءت مستندة على قوة نتائج الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

ما الطرق الكفيلة لردع التطبيع؟

تستدعي عملية تغيُّر موازين القوى داخل كل قطر عربي وفي الجانب العربي ككل الاهتمام بالبحث العلمي واستغلال الكفاءات العلمية والمهنية لأقصى حد ممكن وازالة الطبيعة الوكيلة (بشكل تدرجي) للاقتصاديات العربية للمراكز الدولية لإزالة هذا الكيان عن بلداننا وانهاء معاناة مجتمعاتنا من نتائج وجوده الخطر عليها جميعا ، وتستدعي أيضا تمكين الوضع الداخلي وحلحلة الازمات الداخلية من خلال المشاركة الديمقراطية والرقابة الديمقراطية والالتزام بمواثيق الامم المتحدة بما يخص حقوق الانسان والمرأة والطفل والعامل والخلاص من الفساد والاستبداد و حل المشاكل التي تعيق عملية التنمية .

ما حصل كان مفاجئاً للجميع لكن بالنسبة لقارئ موازين القوى ووضع الاقتصاديات العربية وانماط الحياة داخل البلدان العربية يراها نتيجة طبيعية وليست غريبةً حدوثها اطلاقا.

 ما حصل يتطلب اجماع الدول العربية على موقف عربي موحد رافضا لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ودعم حق الشعب العربي السوري واللبناني في استعادة اراضيهما المحتلة.

إن تخصيص جزء من الموارد المادية للعلم والبحث العلمي ودمجهما في الصناعة للوصول للصناعة الثقيلة وتشكيل مركز مالي وانتاجي ضخم وتحقيق الاصلاح السياسي من خلال الانفتاح السياسي على جميع القوى الوطنية الديمقراطية والقومية الديمقراطية وتحقيق بشكل تدرجي الرقابة الديمقراطية لعملية الانتاج والسياسة العامة للدولة وتنظيم أفضل للمجتمعات العربية ذلك من شأنه تحصين الداخل العربي لمواجهة الكيان الصهيوني ومسلسلات التطبيع المستمرة بدءا من كامب ديفيد وليس انتهاءا بالامارات.

أخيرا ليس من مصلحة الكيان الصهيوني انجاز اية وحدة عربية تشكل رافعة للمقاومة ضده ويسعى بكل جهد لبث الخلافات والتفرقة بين البلدان العربية وتقوية النزعات المذهبية وادخال بلاد عربية في اتون حروب داخلية وتفكيك الدول ذلك ليضمن استمرار وجوده من خلال سياسة الفوضى الخلاقة التي اعلنت عنها كوندليزا رايس يوما من الايام.

من العدد ٤٣ من جريدة المسار