اندلعت الأزمة الليبية وتحولت إلى نزاع مسلح إثر احتجاجات شعبية بدأت في بعض المدن ضد نظام العقيد معمر القذافي، حيث اشتعلت شرارتها يوم 15 فبراير 2011 إثر اعتقال أحد السجناء السابقين في سجن (أبو سليم) فتحي تربل في مدينة بنغازي فخرج أهالي الضحايا لمجزرة السجن التي جرت في حزيران 1996 (1200 ضحية في المجزرة) لتخليصه.
من ثم ارتفعت الأصوات والمطالبات بإسقاط القذافي، مما دعا الشرطة إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين، واستمرت المظاهرات حتى صباح اليوم التالي حين انتفضت مناطق رقدالين والجميل والعجيلات في غرب البلاد، لكن مدينة البيضاء شهدت سقوط أول الشهداء في الثورة يوم السادس عشر من فبراير، وأعقب ذلك يوم 16 فبراير مظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام بمدينة البيضاء، فأطلق رجال الأمن الرصاص وقتل بعض المتظاهرين.
كما خرجت بلدات في جبل نفوسة بالغرب الليبي في نفس اليوم وقام المتظاهرين بحرق مقر “اللجان الثورية”، وكذلك مركز الشرطة المحلي، ومبنى المصرف العقاري بالمدينة، وزادت الاحتجاجات. وفي اليوم التالي سقط المزيد من الضحايا وجاء يوم الخميس 17 فبراير عام 2011 على شكل انتفاضة شعبية، شملت بعض المدن الليبية في المنطقة الشرقية ثم زادت اشتعالاً بعد سقوط ما يزيد عن 400 قتيل وجريح برصاص قوات الأمن، ومن مرتزقة أفارقة تم جلبهم من قبل النظام.
وقد تأثرت هذه الإحتجاجات بالثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي (14 كانون الثاني 2011) والرئيس المصري حسني مبارك (11 شباط 2011).
ومن أبرز الأحداث:
- آذار 2011: تشكيل “المجلس الوطني الليبي” برئاسة مصطفى عبد الجليل، وهو وزير العدل الليبي، الذي انشق مع وزير الداخلية عبد الفتاح يونس عن نظام القذافي. أعلن المجلس عن تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة محمود جبريل بعد سيطرة قوات المجلس على معظم الشرق الليبي. طلب المجلس عبر المندوب الليبي في الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم الذي انشق عن نظام القذافي لحماية المدنيين، وهو ما شكل مع صدور قرار من مجلس الأمن الغطاء لتدخل حلف الناتو بدءاً من نهاية آذار.
- انتفضت مدينة طرابلس وسقط مقر القذافي في منطقة العزيزية في يوم 23 آب 2011.
- مقتل القذافي في مدينة سرت بيوم 20 تشرين الأول 2011.
- انتخابات المجلس التأسيسي في أيار 2012 الذي أسمي بـ “المؤتمر الوطني العام” وكانت غالبية أعضائه من الاسلاميين وخاصة من مناطق الغرب. كانت مهمة المجلس صياغة دستور جديد. انبثقت عن المؤتمر حكومة لقيادة السلطة التنفيذية وقد اعتبر رئيس المؤتمر بمثابة رئيس للجمهورية ورئيساً للسلطة التشريعية.
- في أيار 2014 قام اللواء المتقاعد خليفة حفتر بحركة عسكرية ضد سلطة (المؤتمر) مطالباً بانتخابات جديدة.
- جرت انتخابات جديدة في آب 2014 انبثق عنها “مجلس النواب الليبي” وكانت غالبيته من الليبراليين، ومن مؤيدي الفيدرالية في الشرق مع ممثلي القبائل، فيما كان الإسلاميون أقلية.
- أزمة جديدة بدأت في صيف 2014.
- رفض الإسلاميون انتخابات آب 2014 وشكّلوا حكومة سموها “حكومة الانقاذ” برئاسة خليفة الغويل.
- في آذار 2015 قام مجلس النواب بتعيين اللواء خليفة حفتر قائداً للجيش الليبي.
- في 17 كانون أول 2015 انبثق اتفاق الصخيرات عن اجتماع الأطراف الليبية في مدينة الصخيرات بالمغرب، تحت رعاية الأمم المتحدة، الذي اعترفت به الأمم المتحدة ومجلس النواب الليبي، ثم تشكل وفق بنوده المجلس الرئاسي وحكومة رأسها فايز السراج وهو ما قاد إلى حل حكومة خليفة الغويل.
- في آب 2016 سحب مجلس النواب اعترافه بحكومة السراج بعد انتقال المجلس لمدينة طبرق بالشرق.
- تشكلت حكومة بالشرق تابعة لمجلس النواب برئاسة “عبد الله الثني” ولكن ظل مجلس الأمن يعترف بحكومة السراج.
- في 4 نيسان 2019 بدأ هجوم قوات حفتر من أجل السيطرة على مناطق سرت والغرب الليبي حتى وصول قواته إلى ضواحي طرابلس.
- شنت قوات حكومة السراج هجوماً مضاداً في أيار 2020 انكفأت على إثره قوات حفتر عن الغرب الليبي حتى خط سرت-الجفرة في الوسط الليبي حيث معظم الثروة النفطية الليبية.
- تساند حفتر كل من مصر والإمارات والسعودية وفرنسا وروسيا، وهو مدعوم أيضاً من قبائل الشرق الليبي ومن منطقة فزان في الجنوب، ويسانده أتباع القذافي.
- تساند السراج تركيا وإيطاليا والجزائر. داخلياً السراج مدعوم من الإسلاميين ومن قاعدة اجتماعية في الغرب الليبي.
- الولايات المتحدة والأمم المتحدة والجامعة العربية تعتبر حكومة السراج هي الحكومة الليبية.