سلسلة قادة الأحزاب الشيوعية العالمية: فيديل كاسترو

ولد فيدل كاسترو عام ١٩٢٦، في مقاطعة أورينت جنوب شرق كوبا، لعائلة ثرية تشتهر بأعمال الزراعة وتجارة الأراضي. التحق بمدرسة داخلية يسوعية في مدينة سانتياغو، وانتقل في المرحلة الثانوية لمدرسة كاثوليكية في مدينة هافانا، ثم أكمل دراسته في جامعة هافانا حيث التحق بكلية الحقوق وتخرج منها عام ١٩٥٠، بحصوله على درجة الدكتوراه في القانون.

بعد التخرج بدأ كاسترو بممارسة المحاماة لمدة عامين، كان حينها ينوي الترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة، لكن تم إلغاء الانتخابات بعد قيام فولغينسيو باتيستا بانقلاب عسكري أطاح بنظام كارلوس بريو سوكاراس.

وبدأت الحياة السياسية في كوبا تتخذ مجرى آخر، عصر جديد في ظل نظام ديكتاتوري مدفوع من الولايات المتحدة الأمريكية، قيّد حرية الصحافة والإعلام، وبات يلاحق المعارضين وكل من لا يعلن ولاءه للحاكم، ومن هنا دبت روح الثورة في كاسترو، حيث بدأ بتشكيل قوة ثورية لمهاجمة إحدى الثكنات العسكرية، إعلاناً لرفض سياسة باتيستا القمعية، لكن محاولته باءت بالفشل، حيث أسفر الهجوم عن مقتل ٨٠ من أتباعه، كما تم إلقاء القبض عليه هو وبعض أعوانه، وحكم عليهم بالسجن لمدة ١٥ عاماً، وبعد عامين فقط تم الإفراج عنهم في مايو ١٩٥٥.

سافر فيدل كاسترو إلى المكسيك بعد إطلاق سراحه، بهدف البعد عن عيون الاستخبارات الأمريكية المزروعة في مختلف أنحاء كوبا، وهناك اجتمع كاسترو برفاقه الثوريين وعلى رأسهم أخوه راؤول للتخطيط لثورة مسلحة بهدف إنهاء الهيمنة الأميركية على كوبا، وإسقاط نظام باتيستا الديكتاتوري، كما قام بتأسيس حركة ٢٦ تموز (يوليو) الثورية، التي كانت سبباً في لقائه بالمناضل تشي جيفارا، وبمرور الوقت نشأت بينهما علاقة صداقة قوية، وأطيح في النهاية بـ حكومة باتيستا في ١ كانون الثاني (يناير) ١٩٥٩.

في تموز (يوليو) عام ١٩٥٩ تولى كاسترو مهمة القيادة السياسية لجمهورية كوبا والتي استمرت له لمدة ٤٩ عاماً.

بمساعدة رفيقه، تشي غيفارا، والذي يعتبر رأس الثورة المفكر، تعرف فيدل كاسترو على الماركسية اللينينية وأصبح من معتنقي مبادئها. وعلى اثر ذلك، قام مع قيادة حركة ٢٦ يوليو (تموز) بعملية دمج هذه الحركة مع الحزب الشيوعي الكوبي بحزب واحد، وجرى انتخابه أميناً عاما للحزب الجديد.

وتشكلت حكومة حكومة جديدة قامت بتأميم جزء كبير من الصناعة ونزعت سلطة الرأسمال الأمريكي عن كافة الشركات والمزارع في كافة أنحاء البلاد.

على اثر ذلك حاولت الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات إزاحة كاسترو عن السلطة، ومنها عشرات المرات من محاولة الاغتيال، ومن أهم هذه المحاولات كافة كانت عملية غزو خليج الخنازير في العام ١٩٦١ بإشراف وإعداد الرئيس كيندي مع أجهزة استخباراته.

في عملية الغزو هذه شارك حوالي ١٥٠٠ كوبي من المنشقين والفارين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والذين جرى تدريبهم عسكرياً على يد أجهزة المخابرات الأمريكية (CIA) في الهجوم على كوبا. كانت عملية غزو خليج الخنازير فاشلة بدرجة كارثية، حيث قتل أغلب الغزاة أو اعتقلوا. 

بعد عملية الغزو هذه قام كاسترو بإنشاء تحالف بين حكومته والاتحاد السوفياتي، يسمح بنصب صواريخ سوفياتية في كوبا، يمكنها أن تضرب أميركا عن قرب وبعد توتر العلاقة بين البلدين النوويين، التي كانت على وشك أن تشعل حرباً عالمية ثالثة، سحبت الصواريخ من كوبا بناء على صفقة بين خروتشوف وكينيدي تنص على سحب الصواريخ مقابل أن تضمن أميركا سلامة كوبا ونظامها السياسي. 

بدأت صحة كاسترو تتدهور في عام ٢٠٠٦ وفي عام ٢٠٠٨ قام بتسليم رئاسة كوبا إلى شقيقه ورفيق نضاله راؤول كاسترو. بعد صراع طويل مع المرض، بكامل الإرادة الصلبة ومتابعة الكتابة وملاحقة الأحداث، توفي القائد فيديل كاسترو في ٢٤ تشرين ثاني ٢٠١٦ عن عمر يناهز التسعين عاماً. 

بعض من انجازاته:

١- إنشاء أكبر جامعة للطب في العالم تخرج ١٥٠٠ طبيب أجنبي سنوياً. 

٢- أصبحت كوبا البلد الوحيد في أميركا اللاتينية الخالي من آفة المخدرات. 

٣- لا ينام أي طفل في كوبا في الشارع ولا ترى أي شحاذ فيه. 

٤- خمسون عاما من الحصار والحرب الاقتصادية الممنهجة لم تلن من صمود كوبا. مما اضطر الولايات المتحدة الأمريكية للبدء بالتطبيع معها مؤخراً. 

٥- رغم الحصار وسياسة التجويع من قبل أميركا بلغ متوسط العمر ٧٩ عاماً.

المصادر:

موقع قناة العالم ومجلة التعريف.