بقلم صديق “الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي” جايد عزام.
عندما يكون الربح والبحث عن الغنائم والمنهوبات والنفوذ واحتكار الثروة وكل وسائل السيطرة، هي الغاية المقدسة والدافع والمحرك الأوحد، كما هو واقع الحال في نظام الغاب الرأسمالي المسيطر في مراكز الاحتكارات والمافيات الرأسمالية الدولية وخدمها وتوابعها من حكام النهب والفساد والاستبداد في العالم الثالث.
عندما يكون هذا هو واقع الحال، تصبح أي وسيلة، يمكن أن تساهم في استمرار هذا الواقع وتحقيق غاياتهم، مشروعة ومقدسة أيضاً، فهم لا يقدسون إلا مصالحهم، وهكذا يصبح مشروعاً، إبادة عشرات الملايين من السكان الأصليين “الهنود الحمر” في أمريكا وأستراليا وكذلك قتل عشرات الملايين في الحروب العالمية وفي الهند والصين والاتحاد السوفياتي وفيتنام وأفغانستان وفلسطين والعراق وفي سوريا اليوم.
ويصبح مشروعاً تلويث وتسميم البيئة وموت عشرات الملايين من الأطفال بسبب الجوع بينما تنفق تريليونات الدولارات في صناعة اسلحة الموت والتدمير وإشاعة التوترات والحروب والفوضى الهدامة والعمل لتحقيق مشروع صفقة القرن الأمريكي الصهيوني على حساب شعب فلسطين وبقية شعوب المنطقة.
وهكذا يصبح مشروعاً ومطلوباً إضعاف وتمزيق بلدان المنطقة لتسهيل نهبها وإخضاعها للسيطرة ومحاولة إخماد أي حركات وثورات شعبية تحررية، وهذا ما يجعلهم يرون إن توليد وتصنيع الإرهاب ثم إطلاق شعار مكافحة الإرهاب، هو استثمار سياسي واقتصادي مربح ويخدم مصالح طواغيت المال وشركائهم في نهب موارد الشعوب، ويشكل غطاء لكبح حركات التحرر، وهي طريقة نموذجية لمحاولة إبعاد شعوب الدول المركزية الأكثر تأثيراً عن الوقوف مع شعوب العالم الثالث التي تتعرض للنهب والقتل وتطمح بالحرية، وذلك من خلال تصوير هذه الشعوب بأنها مصدر الخطر الإرهابي على بقية شعوب العالم “الحر”!.
فالقوى المحتكرة لوسائل السيطرة وخدمها وتوابعها في العالم الثالث وكل أركان ثالوث احتكار استثمار المال والسلطة والدين، يولدون ويصنعون كل الوسائل بما فيها استثمار المشاعر الدينية والقبلية والقومية ويحولونها لسموم تفتك بالبلدان الأكثر تعرضاً للقهر والاستباحة، ويخيفون ويهددون بها شعوب المراكز، والهدف حماية المقدسات، وهم لا يقدسون إلا مصالحهم المعادية جذرياً لمصالح الشعوب ويستهدفون تضليل الناس وإبعادهم عن إدراك جوهر الصراع بين الإنسان بصفته النوعية كإنسان، وبين علاقات احتكار السيطرة التي لا يمكن أن تستمر إلا باستغلال وقهر واستلاب الإنسان وإبعاد الناس عن إدراك أن هناك مصالح وغايات إنسانية مشتركة بين الشعوب بصفتها شعوب بغض النظر عن انتماءاتها الدينية أو العرقية أو الجغرافية.
وفي ظل ازدياد انفلات وتوحش قوى السيطرة، إن لم تعي الشعوب مصالحها المشتركة وتنسق وتنظم جهودها وتمتلك إمكانية تقرير وصناعة مستقبلها بنفسها ولمصلحتها وتشق الطريق لبناء عالم إنساني جديد يليق بالإنسان فلن يكون هناك شعوب ولا حياة إنسانية ولا إنسان، فمن يهدد سكان الأرض بالموت موجودون في الأرض وليس في السماء، وكذلك من يمكنه انقاذهم وبناء مجتمع إنساني غايته خدمة تطور وارتقاء الإنسان وتلبية احتياجات كل إنسان وأي إنسان.
المقالات تعبّر عن رأي كاتبها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي