رسالة من الرفيق الدكتور جون نسطه إلى أحد معارفه المؤيدين للغزو التركي

يا عزيزي… انت لا تعرف الساحة السياسية السورية كما يبدو لي. في سوريا هناك أربعة أحزاب شيوعية:

١- “الحزب الشيوعي السوري”، وقائده عمار بكداش ابن خالد بكداش. وهو حزب موالي للسلطة في سوريا، بشكل أعمى.

٢- “الحزب الشيوعي السوري – الموحد”، بقيادة حنين نمر، وهو أيضاً موالي للسلطة في سوريا ولكنه نقدي بنفس الوقت. 

٣- “الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي”، وهذا حزب معارض للسلطة في سوريا ويشارك في هيئة التنسيق الوطنية الديمقراطية. 

٤- “حزب العمل الشيوعي في سوريا”، وهو حزب معارض للسلطة في سوريا منذ قيامها.

وانا عضو في الحزب الشيوعي السوري المكتب السياسي ومعارض لسلطة حافظ الأسد وبشكل علني من اليوم الأول منذ انقلابه على حزبه. 

لقد شارك حزبي في الانتفاضة الشعبية الثورية منذ اليوم الأول، ونبه مع بقية أحزاب هيئة التنسيق الوطنية الديمقراطية إلى خطورة ثلاثة أمور.

أولاً، اللجوء إلى العنف الذي ترغب به السلطة، وهي التي ستكون به المنتصرة حتماً.

ثانياً، خطورة الطائفية، التي تقود إلى تفتيت الوحدة الوطنية في مواجهة النظام الاستبدادي. 

ثالثاً، خطورة التدخل العسكري الخارجي، وهذا ما حصل، والذي جعل القضية السورية بيد الأجانب، وقلّص دور الأطراف السورية في حل الأزمة.

وعلى صعيد المواقف السياسية فنحن وقفنا بحدة ضد مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بإقامة فيدرالية كردية. ونصحناهم بعدم الثقة بالأمريكان، الذين غدروا بهم، وأعطوا الضوء الأخضر لأردوغان بغزو الأراضي السورية بحجة اقامة منطقة آمنة تمنع الكرد من الاعتداء على تركيا. 

من يريد منطقة آمنة حقاً، يقيمها على أرض بلاده وليس على أرض جاره. هذا الأمر لم يحصل مثله على مدى التاريخ، أن تبني أمنك على أرض جارك. 

وأطماع الاتراك قديمة في الأراضي العربية في العراق (الموصل) وفي سوريا (ولاية حلب) كما هم يسمونها. 

وخطر الغزو العسكري التركي يقوم بتوطين لاجئين سوريين في هذه المنطقة الآمنة بالرغم عنهم لأنهم غرباء عنها، ومحاولة زرعهم هناك وتنصيب حكم سياسي بقيادة الإخوان المسلمين الفعلية تحت غطاء الائتلاف، وعندهم مرتزقة الجيش الوطني وعندهم حكومة الانقاذ. 

اننا نقف ضد تواجد كل الجيوش والميليشيات الأجنبية على أرض الوطن، كلها ولا داعي لتعدادها حتى لا ننس واحدة منها، ونطالب بانسحابها. 

ونحن ندعوا لعودة الانتفاضة الشعبية الثورية السلمية التي فرضت وجودها في بداية الانتفاضة، مما رأى النظام خطورتها، فلجأ إلى قتل طلائعها الشبابية أمثال معن العودات، واعتقال الآلاف منهم. يجب عودة الانتفاضة إلى المثال التونسي والسوداني والجزائري واللبناني والعراقي وإبعاد نفوذ الإخوان المسلمين، الذين خطفوا الثورة من أصحابها وقادوا الثورة المعاكسة عن طريق العسكرة والأسلمة، وأبعدوا بذلك تأييد أية قوة دولية لهذه ثورة. 

ويجب الاستمرار بالانتفاضة السلمية حتى يرضخ النظام لمفاوضات على أسس جنيف ١ والقرارات الدولية وفي المقدمة القرار ٢٢٥٤ وهذا هو مطلبنا لإقامة حكم وطني ديمقراطي غير طائفي ولا ديني أيضاً. 

هذه رؤيتي السياسية الوطنية الديمقراطية ولن أحيد عنها.