الصديق العزيز ورفيق الدرب الطويل في المعارضة الوطنية الديمقراطية الفنان عبد الحكيم قطيفان.
البارحة تمتعت بمقابلتك التلفزيونية الطولية في اسطنبول في شهر رمضان المبارك الماضي. كانت مقابلة رائعة صببت فيها الكثير من روحك وغنى افكارك واصرارك على متابعة طريقك النضالي لتحقيق الحرية لشعبنا السوري المجيد.
ومما اثار اعجابي بشكل خاص في هذه المقابلة الباسلة نقطتين هامتين، الأولى هي عدم ظهور معارضة قيادية كانت تستحقها هذه الثورة وتتناسب مع تضحياتها وعظمة أهدافها، والتي وقعت في أخطاء فادحة منها التطييف والرضوخ لتدخلات الخارج ودعم الأعمال العسكرية غير المجدية، التي صبت في مصلحة النظام الاستبدادي في النهاية.
والنقطة الثانية، وهو ما كنت أنا شخصياً أطالب به في كل مؤتمرات المعارضة المتعددة، هو ابتعادنا عن حضن الجماهير والقوى الوطنية والقومية العربية، التي أساءت فهمنا وشككت في أهداف انتفاضتنا الشريفة، إن ابتعاد شعاراتنا عن ذكر الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا كان السبب الأول لهذا التشكيك.
وانا قلت وكتبت بأن معارضة تستعين وتتحالف مع أعدائها الغرب عامة والولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن لها النجاح. وهذا ما حدث.
إننا اليوم نتفق معك تماماً، بعكس رأي الكثيرين، بأن روح الثورة لم تنطفئ ولم تهزم ولن تهزم ما دامت أسبابها موجودة… الاستبداد والفساد والطغيان. الذين انهزموا هم جماعة الثورة المضادة وعملاء القوى الإقليمية والخارجية.
ولهذا وجب علينا إعادة إنتشار للقوى الوطنية الديمقراطية والشخصيات المرموقة فنياً وأدبياً وثقافياً، وتجميعها في كيان سياسي جديد يتابع النضال الوطني السلمي، مستفيداً جيداً من دروس الماضي والتجربة المريرة، بعيداً عن تسلط الخارج ومؤامراته الملثمة.
مع كامل التقدير والمحبة والاحترام.
صديقك المتواضع جون نسطه.