سلسلة قادة الأحزاب الشيوعية العربية: ظهير عبد الصمد

ولد في مدينة حمص عام 1919. درس في مدرسة دينية هي المدرسة الوقفية التي تدرِس، بجانب الفقه الإسلامي، الرياضيات والكيمياء. بعد تخرجه من المدرسة الوقفية عمل مدرساً واشتغل بجانب التدريس في مهنة النسيج. انتسب للحزب الشيوعي السوري عام 1940 وحضر المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي السوري-اللبناني  (30-31 كانون أول 1943 – 1 كانون ثاني 1944).

كان من قادة منظمة حمص في الأربعينيات وفي فترة العمل السري أيام ديكتاتورية الشيشكلي (1951-1954). رشحه الحزب في الانتخابات النيابية بخريف 1954 عن مدينة حمص لكنه لم ينجح. ترأس هيئة تحرير جريدة الحزب: “النور” بين عامي 1954 و 1958. كان، مع دانيال نعمة وابراهيم بكري ويوسف فيصل وموريس صليبي، في القيادة السرية الداخلية للحزب بدمشق التي قادت الحزب بين حملة اعتقالات يوم رأس سنة 1959 حتى انتهاء الوحدة السورية-المصرية مع انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961، وقد كانت هذه القيادة هي المتولية لعملية ترميم وقيادة الحزب في فترة 1962-1966 حتى عودة الأمين العام للحزب خالد بكداش إلى سورية.

في المؤتمر الثالث للحزب (حزيران 1969) كان ظهير عبد الصمد أحد القادة الرئيسيين الذين عارضوا القيادة الفردية لخالد بكداش وطالبوا بنظام داخلي للحزب وببرنامج سياسي.

انتخب ظهير عبد الصمد عضواً في المكتب السياسي للجنة المركزية عقب المؤتمر الثالث. مع انفجار الخلاف في الحزب عام 1971 كان ظهير عبد الصمد أحد أبرز القادة الذين تصدوا لخالد بكداش، وقد طرح في مداخلته بالمجلس الوطني للحزب (تشرين الثاني 1971) ضرورة تلاقح الماركسية مع قضايا “الوحدة العربية” و “فلسطين” وضرورة مراجعة تاريخ الحزب والأخطاء المرتكبة فيه، ومنها الموقف من قرار تقسيم فلسطين عام 1947 والموقف من الوحدة السورية-المصرية، ودعا لاستقلالية الحزب عن السوفيات.

عند انشقاق كتلة “خالد بكداش – يوسف فيصل” عقب بيان 3 نيسان 1972 كان ظهير عبد الصمد هو الذي يرأس اجتماعات اللجنة المركزية والمكتب السياسي، وهو المرشح الذي قدمه الحزب الشيوعي – المكتب السياسي في محادثات إعادة توحيد الحزب التي جرت بموسكو من أجل أن يكون الأمين العام للحزب بدلاً من خالد بكداش.

غادر في 30 تشرين الثاني 1973، في (كتلة الثلاثي: ظهير عبد الصمد – دانيال نعمة – ابراهيم بكري)، صفوف “الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي” للإلتحاق بخالد بكداش – يوسف فيصل، وكان رأيه هو وباقي (الثلاثي) أن لا يعقد المؤتمر الرابع لـ “الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي” الذي كان مقرراً في شهر كانون الأول 1973، بل البحث في اتفاقات جديدة لوحدة الحزب، كان عقد أحدها، هو ودانيال نعمة، مع خالد بكداش ويوسف فيصل فيما سمي بـ “الاتفاق الرباعي” الذي رفضته قيادة الحزب الشيوعي – المكتب السياسي، مما شكل الذريعة المباشرة لكتلة الثلاثي للخروج من الحزب.

أصبح ظهير عبد الصمد بعد مؤتمر أيلول 1974 الذي عقده “الحزب الشيوعي السوري – خالد بكداش” عضواً في المكتب السياسي. تولى منصب وزير دولة في الحكومة السورية حتى عام 1980. في تموز 1986 كان مع يوسف فيصل من قادة الإنشقاق عن خالد بكداش وهو ما أفضى عام 1991 لتشكيل “الحزب الشيوعي السوري الموحد”.

كان ظهير عبد الصمد يتمتع بصفات مميزة منها سعة ثقافته العامة والماركسية، إلى جانب تواضعه وتهذيبه وتقشفه في الطعام واللباس وانضباطه الحديدي وحبه وحرصه على كل الرفاق.

توفي ظهير عبد الصمد عام 2001.