ولد عز الدين علي عامر في مدينة الخرطوم عام 1924، وتلقى تعليمه العام بالسودان ثم رحل للقاهرة حيث درس الطب وتخرج طبيباً من جامعاتها، وقضى فترة الإمتياز بالقصر العيني، ثم عاد للسودان حيث مارس مهنة الطب، وكان مثالاً للطبيب البارع والإنسان الصادق، وكانت عيادته بالخرطوم، ملاذاً للمرضى ومركزاً للثوريين ومنتدى للمثقفين الوطنيين.
التحق عز الدين علي عامر بالحركة الشيوعية في مصر عام 1945 عندما إنضم إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو)، ورافق في الحركة الشهيد عبد الخالق محجوب والتجاني الطيب.
انتسب عزالدين عند عودته للسودان للحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو) – التي تأسست في آب/أغسطس 1946 – والتي أصبحت الحزب الشيوعي السوداني، وانتخب عضواً باللجنة المركزية والمكتب السياسي، وأصبح نائباً بالبرلمان (الجمعية التأسيسية عن دوائر الخريجين في عام 1965 بعد ثورة أكتوبر 1964)، وانتخب نائباً عن الخرطوم (الخرطوم 1 و 2 و 3) بعد إنتفاضة مارس إبريل 1985 في إنتخابات 1986 وأصبح زعيماً لمجموعة المعارضة الديمقراطية بالبرلمان التي كانت تضم (محمد إبراهيم نقد، ومحمد صالح إبراهيم، وجوزيف موديستو، والدكتور منصور العجب).
أعتقل عز الدين علي عامر عدة مرات خلال ديكتاتورية ابراهيم عبود 1958-1964 وجعفر النميري 1969-1985، وكان معتقلاً، مع عبد الخالق محجوب، بعد قرارات 16 نوفمبر 1970 عندما نقل للمستشفى وسمح له للذهاب لبريطانيا للعلاج، وبقى ببريطانيا بعد فشل الحركة العسكرية بقيادة الرائد هاشم العطا 19- 22 يوليو 1971 حيث ساهم في قيادة حملات التضامن مع شعب السودان، وعمل حينها طبيبا بليفربول بإنجلترا. وعاد عز الدين للسودان بمجرد انتصار انتفاضة مارس-إبريل 1985 وسقوط النميري.
اختفى عز الدين علي عامر بعد قيام إنقلاب 30 يونيو 1989 بقيادة عمر البشير وحسن الترابي ورحل سراً إلى بريطانيا عن طريق مصر، وساهم في تجميع وبناء فروع التجمع الديمقراطي وقيادته بالخارج وظل عضواً نشطاً في فرع الحزب الشيوعي ببريطانيا وبقيادة الحزب بالخارج حتى رحيله المفاجئ بنوبة قلبية في 19 يونيو 1995 في بريطانيا.
ولعز الدين عامر إسهامات كبيرة في العمل السياسي والديمقراطي منها إسهامه في تأسيس أول حركة لحقوق الإنسان وهي الهيئة الشعبية الدائمة للدفاع عن الحريات عام 1953.