بيان من الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي حول الجولان العربي السوري

لم يكتف الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بإهداء” القدس كاملة لدولة الكيان الصهيوني في كانون الأول ٢٠١٧، بل بادر، أيضاً في آذار ٢٠١٩، وبكل عنجهية وصلافة، إلى “إهداء” الجولان السوري المحتل منذ هزيمة العام ١٩٦٧ لدولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتباره جزءاً لا يتجزأ منها.

ما كان يمكن حدوث كل ذلك لو كانت الأوضاع في الوطن العربي غير ما هي عليه من تفكك وصراعات داخلية، ولولا سيطرة أنظمة عربية رجعية تدعو علنا للتحالف مع إسرائيل وتطلب الرضى يومياً من سيد البيت الأبيض.

ما قام ويقوم به الرئيس ترامب يعتبر تحدياً للعرب جميعاً بالدرجة الأولى، ولكل المجتمع الدولي ومنظماته وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وقرارته المتعددة بشأن الجولان السوري المحتل. 

وتتحمل السلطة القائمة في دمشق مسؤولية تاريخية منذ اتفاقية فصل القوات في العام ١٩٧٤ إلى اليوم في عدم  السماح لكل السوريين الذين أرادوا اجتياز الحدود للقيام بعمليات عسكرية ضد الاحتلال، ولأنه في الوقت نفسه لم تقم بالجهود اللازمة بمساعدة سكان الجولان البواسل في نضالهم المستمر والرافض للاحتلال الصهيوني. 

وتبقى مهمة تحرير الجولان بكل الوسائل المشروعة في ميثاق الأمم المتحدة، بما فيها المقاومة المسلحة ضد المحتل، مهمة قائمة أمام الشعب السوري، لا يمكن إنجازها، وهو يعاني من فقدان حريته، وسيطرة أجهزة الأمن على إرادته. إن التغيير الديمقراطي في بلدنا سوريا يعتبر الخطوة الأولى على طريق تحرير كافة الأراضي السورية المحتلة.

الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي

٢٥ آذار ٢٠١٩