أظهر تقرير جديد لمنظمة “أوكسفام” الخيرية الدولية، أن أغنى ٢٦ شخصاً في العالم يملكون ما يعادل ثروة نصف سكان العالم، وإن ثروات أصحاب المليارات زادت بمعدل ٢,٥ مليار دولار، يومياً، عام ٢٠١٨، فيما تراجعت ثروة الناس الأكثر فقراً بنسبة ١١٪.
وقالت أوكسفام إن ثروة أغنى رجل في العالم، وهو الرئيس التنفيذي لشركة أمازون “جيف بيزوس”، ارتفعت إلى ١١٢ مليار دولار العام الماضي، مشيرة إلى أن ١٪ فقط من ثروته يعادل الميزانية المخصصة لقطاع الصحة في إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها ١٠٥ مليون نسمة.
وأشار التقرير إلى أن عدد أصحاب المليارات تضاعف منذ حدوث الأزمة المالية العالمية فقد شهدت هذه الفترة ولادة ملياردير جديد كل يومين، في الوقت الذي يدفع فيه الأفراد الأثرياء والشركات معدلات ضرائب أدنى ممّا كانت عليه في العقود الماضية.
وقال تقرير أوكسفام إنه تمّ تخفيض معدلات الضريبة على الأفراد الأثرياء والشركات بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، انخفضت نسبة الضريبة المفروضة على الشريحة الأعلى للدخل الفردي في الدول الغنية من ٦٢٪ في عام ١٩٧٠، إلى ٣٨٪ فقط في عام ٢٠١٣. ولا يبلغ المعدل المتوسط لهذه الضريبة في الدول الفقيرة سوى ٢٨٪ فقط.
وأشارت المنظمة إلى أن مطالبة الأغنياء بدفع ٠,٥٪ فقط كضرائب إضافية على ثرواتهم “يمكن أن يجمع أموالاً تفوق الأموال المطلوبة لتعليم ٢٦٢ مليون طفل خارج المدارس، وتوفير الرعاية الصحية التي يمكن أن تنقذ ٣,٣ مليون شخص من الموت”.
وبحسب التقرير فإن ٤ سنتات فقط من أصل كل دولار من إيرادات الضرائب التي تُحصل حول العالم، قد أتت من الضرائب على الثروات كالميراث أو الملكية في عام ٢٠١٥، لكن هذا النوع من الضرائب تم خفضه أو إلغاؤه في كثير من الدول الغنية، وقلّما طبّق في الدول النامية.
الخفض الضريبي على الثروة يفيد، غالباً، الرجال إذ يملكون ثروات تفوق بنسبة ٥٠٪ ثروات النساء في العالم، ويسيطرون على ٨٦٪ من الشركات، مما يؤكد أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً اقتصادياً من تزايد انعدام المساواة.
وأضاف التقرير أنه في كل يوم يموت نحو ١٠ آلاف شخص بسبب عدم حصولهم على رعاية صحية بتكلفة معقولة.
ويأتي التقرير قبيل انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس حيث يلتقي زعماء المال والسياسية لتحديد مصير مليارات الشعوب في وقت تزيد به الفجوة بين الفقراء والأغنياء.
وحثت منظمة أوكسفام الحكومات على زيادة الضرائب على الأثرياء لمكافحة عدم المساواة. وأضافت أن الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء تقوض محاربة الفقر وتضر بالاقتصاديات وتغذي الشعور العام بالغضب.