تولى الدبلوماسي النرويجي “غير بيدرسن” Geir O. Pedersen، مطلع العام الجاري، مهماته كرابع مبعوث أممي خاص مكلف من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر في سوريا منذ آذار/مارس ٢٠١١.
ويأتي بيدرسن خلفاً للسويدي-الإيطالي ستيفان دي ميستورا، الذي أعلن التنحي عن منصبه “لأسباب عائلية” في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٨، بعد أن شغله منذ حزيران/يونيو ٢٠١٤، بناءً على قرار الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون. وقبلهما كان الراحل كوفي عنان، والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي.
وفاز بيدرسن بمنصب الوسيط الدولي، بعد أن كان واحداً من أربعة مرشّحين لهذا المنصب، وهم نيكولاي ملادينوف ممثل الأمم المتحدة لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ووزير الخارجية السلوفيكي السابق ومبعوث الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، ووزير الدولة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.
لكن الاختيار وقع على بيدرسن، بعد أن لاقى تقارباً في وجهات النظر بين روسيا والغرب، حيث لاقى المرشّحون الثلاثة الآخرون، خلافاً روسياً غربياً حولهم، بسبب مواقف سابقة لهم. وتشير الوكالات الصحافية إلى أن “غير بيدرسن كان حلّاً وسطاً، والرجل الأكثر منطقية لتسلّم هذا المنصب”.
ويوصف غير بيدرسن في الأوساط الدبلوماسية التي عملت معه بأنه “من أفضل الدبلوماسيين النرويجيين” وأنه “يمكنه إيجاد حلول وتسويات لمسائل صعبة”، وأنه “سياسي مخضرم وبراغماتي وماهر في حل النزاعات” يمكنه أن يأتي بـ “مقاربة غير تقليدية” لإنهاء الحرب السورية، وأنه يمثل “جيلاً جديداً من الدبلوماسيين المستعدين لتوظيف طرق مبتكرة، ونهجاً أكثر شمولاً، ويمكنه العمل مع جميع المعنيين بما في ذلك الجهات الفاعلة غير الحكومية”.
من هو غير بيدرسن؟
وُلد الدبلوماسي النرويجي “غير بيدرسن”، في العاصمة النرويجية أوسلو عام ١٩٥٥. يحمل درجة الماجستير في تخصص الفنون والتاريخ، وهو متزوج ولديه خمسة أطفال ويتحدث اللغة العربية.
وشغل غير بيدرسن العديد من المناصب الدبلوماسية، حيث كان، عام ١٩٩٣، ضمن الفريق النرويجي أثناء المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والتي أثمرت عن توقيع اتفاقات أوسلو.
كما كان بيدرسن ممثلاً للنرويج لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بين عامي ١٩٩٨ و ٢٠٠٣. بعدها شغل منصب مدير قسم آسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة، وعمل في عملية السلام في الشرق الأوسط والعراق بين عامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٤.
عمل بعدها بيدرسن منسقاً خاصاً للبنان على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بين عامي ٢٠٠٥ و ٢٠٠٨.
تم تعيين بيدرسن كمندوب النرويج الدائم لدى الأمم المتحدة بين عامي ٢٠١٢ و ٢٠١٧، ليصبح بعدها سفيراً لبلاده لدى الصين في ٩ حزيران/يونيو ٢٠١٧، قبل أن يصبح المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا مطلع العام الجاري ٢٠١٩.