الانتفاضة المسلحة هي الفعل الجماهيري المباشر المتسم بالعنف، الذي ينشأ عن بلوغ التناقضات الاقتصادية والاجتماعية، أو القومية ذروتها، وتوفر وضع ثوري كامل يهيئ لها التحرك ضد سلطة الطبقة الحاكمة، أو ضد المستعمر.
فالانتفاضة تحدث بصورة مفاجئة، عندما يصل الصراع بأنواعه الى نقطة الغليان الذي يصبح عندها من المستحيل تقبل الاستمرار في الحياة في ظل الظروف القديمة القائمة، ولهذا فانه يستحيل التنبؤ بموعد وماهية الانتفاضة المسلحة، وان كانت جذور الوضع الثوري التي تؤدي الى نشوئه، تسري في عمق النظام الاجتماعي الذي يسوده تناقض متطاحن بالغ الحدة.
وبهذا المعنى فإن الانتفاضة هي نتيجة مباشرة تنبثق عن التناقضات الرئيسية السائدة بين الطبقة الحاكمة المستغِلة والطبقات المستغَلة وكلما ازدادت هذه التناقضات كلما التهب الجو الاجتماعي العام إذ تملأ الجو الأفكار والعواطف الثورية، وفي هذه الظروف فإن أي حادثة صغيرة قد تحرك الجماهير الى العمل المباشر ويخلق وضعاً ثورياً وقد الحدث الذي يؤدي الى الدفعة الأخيرة وقيام انتفاضة مسلحة، لهذا يبدو للبعض خطأً يمكن تفادي الانتفاضة لو أن بعض السياسيين لم يسمحوا بحدوث تلك الخطوة العارضة القاتلة، وهذه نظرة غير موضوعية.
إذ الحقيقة أن الضرورة الموضوعية لوقوع الانتفاضة تكون مختبئة وراء صدفة، متمثلة في ظواهر سطحية، وكان يمكن لأحداث أخرى أن تلعب دوراً مماثلاً في تفجر الانتفاضة، وان كانت هناك أشكالاً من الانتفاضات في الماضي شعبية أو فلاحية أو انتفاضات العبيد، فإن الانتفاضات المسلحة في العصر الحديث قد اقترنت باسم الشيوعية وبنشاط الأحزاب الشيوعية، وقد حدد “لينين” النقاط التي تميز الانتفاضة وتضمن نجاحها وأهمها:
1ـ الاستناد الى الطبقة المتقدمة لا إلى النخبة أو الحزب فقط.
2ـ الاعتماد على الاندفاع الثوري للجماهير.
3ـ شن الانتفاضة في ذروة الصعود الثوري.
4ـ ضرورة الإعداد للانتفاضة سياسياً وعسكرياً.
5ـ الاعتماد على حزب طليعي أو فئة طليعية.
6ـ تقدير الوضع السياسي والدولي.
7ـ استقطاب أجهزة الصراع الثوري الهامة.
8ـ تذمر القوات المسلحة ضد الحكومة.
9ـ تأزم الوضع الاقتصادي إلى درجة تجعل من المستحيل إيجاد حلول بالوسائل السلمية والنيابية.
10ـ توفر العامل الذاتي الى جانب الظروف الموضوعية.