عبدالله هوشه: نعوة مناضل

توفي اليوم السبت ٨ كانون الأول ٢٠١٨ في مدينة اللاذقية الرفيق عبدالله هوشه (أبو يوسف) العضو السابق في قيادة الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي عن مرض عضال.

ولد عبدالله هوشه في مدينة اللاذقية عام ١٩٤٠. بعد أن نال شهادة البكالوريا، درس في كلية الآداب بجامعة القاهرة – قسم المكتبات ونال شهادة الليسانس في هذا الاختصاص. تولى منصب مدير المركز الثقافي في اللاذقية بين عامي ١٩٧٠ و ١٩٧٥ ثم أسس المكتبة المركزية لجامعة اللاذقية وتولى إدارتها حتى عام ١٩٨٠.

انتسب الرفيق عبدالله هوشه  للحزب الشيوعي السوري عام ١٩٦٨ وأصبح عضواً في اللجنة المنطقية للحزب في محافظة اللاذقية عام ١٩٧٤ ثم سكرتيراً للمنطقية عام ١٩٧٩.

تمت إضافة الرفيق عبد الله هوشه إلى اللجنة المركزية للحزب عام ١٩٧٩ بالتوسعة التي تم إقرارها ذلك العام  في عضوية (المركزية). لوحق الرفيق عبدالله هوشه في حملة الاعتقالات الشاملة التي شنت على الحزب بدءاً من يوم ٧ تشرين الأول ١٩٨٠ وأصبح عضواً في الهيئة القيادية للحزب التي تشكلت إثر الحملة وكان سكرتير تلك الهيئة هو الرفيق محمد منير مسوتي (أبو ماهر) ثم الرفيق عبد الله هوشه بعد اعتقال الرفيق أبو ماهر في يوم ٥ أيلول١٩٨٧، وقد ظل الرفيق أبو يوسف سكرتيراً للهيئة القيادية للحزب حتى خروج الرفيق رياض الترك الأمين الأول للحزب من السجن في يوم ٣٠ أيار ١٩٩٨ بعد اعتقال دام سبعة عشر عاماً وسبعة أشهر منذ اعتقاله في ٢٨ تشرين الأول ١٩٨٠.

بفضل تلك الهيئة القيادية للحزب وبجهود أعضاء “الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي” في المرحلة السرية التي دامت لاثنين وعشرين عاماً حتى شهر كانون الثاني ٢٠٠٢ كان الحزب هو الحزب السوري الوحيد، من بين الأحزاب السريّة المعارضة، الذي استطاعت هيئته القيادية وجسمه التنظيمي الصمود في الداخل السوري وأن تستمر في العمل من دمشق رغم الملاحقات والضربات والحملات الأمنية التي قاربت السبع حملات بين عامي ١٩٨٠ و ١٩٩٠.

في الخلافات التي حصلت في “الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي” وقف الرفيق عبدالله هوشه في صف المنادين بالتخلي عن الماركسية وتغيير اسم الحزب والاتجاه نحو الليبرالية، وقد ذهب مع من ذهب نحو تأسيس “حزب الشعب الديمقراطي” في المؤتمر التأسيسي لذلك الحزب المنعقد في حمص أيام ٢٨-٢٩-٣٠ نيسان ٢٠٠٥ وأصبح الأمين الأول لذلك الحزب قبل أن يستقيل من منصبه  في حزيران ٢٠٠٧ نتيجة هيمنة رياض الترك على “حزب الشعب الديمقراطي”، ومن ثم يعتزل العمل السياسي.

نحن الذين اختاروا الاستمرار بالبقاء في بيت “الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي”، من خلال الكونفرانس المنعقد بدير الزور يوم ٢٠ أيار٢٠٠٥، كنا في حالة خلاف شديد مع الرفيق عبد الله هوشه بفترة ٢٠٠٤ – ٢٠٠٥، ولكننا لا ننسى نضاله وتضحياته ضد الاستبداد والديكتاتورية ومن أجل تحقيق الديموقراطية لبلدنا سوريا.