الانتداب على فلسطين

هو صك الانتداب الذي منحه الحلفاء وعصبة الأمم لبريطانيا عام ١٩٢٢، بموجب المادة الثانية والعشرين من ميثاق عصبة الأمم، ولكن دون الرجوع الى الشعب العربي في فلسطين، وأدخل صك الانتداب مادة تتضمن التزامات من قبل الدولة المنتدبة بإقامة “وطن قومي لليهود في فلسطين”، أو ما سمي بوعد بلفور الذي أشار الى عرب فلسطين وكانوا يشكلون ٩٠٪ من السكان على أساس أنهم “الطوائف غير اليهودية في فلسطين”.

وقد منح صك الانتداب لحكومة بريطانيا الحق بأن ترجئ أو تعطل تنفيذ أي بند من بنود صك الانتداب المذكور، عندما ترى هذه الحكومة أنه غير قابل للتطبيق في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن شرقاً والبحر المتوسط غرباً، شريطة أن يقترن ذلك بموافقة عصبة الأمم.

وقد وضع المجلس بعد ذلك ببضعة أسابيع نظام مختلف لشرقي الأردن، وأعقب ذلك إعلان حكومة مستقلة في تلك المنطقة (شرق الأردن) في عام ١٩٢٣، وبموجب الانتداب يصبح المندوب السامي رئيساً للإدارة الفلسطينية لتساعده في حكم البلاد، وحكومة الانتداب ومعظم أعضاء هذه الحكومة من البريطانيين واليهود، والانتداب بواقع الأمر كان المظلة القانونية الدولية لتهويد فلسطين وصهينتها، بحيث منح الصهاينة الحق في استقدام المهاجرين من اليهود، واستملاك الأراضي، وإقامة المستوطنات وتزويدها بالسلاح، بل أصرت الحركة الصهيونية على اعتبار الانتداب التزام دولي بإقامة دولة صهيونية في فلسطين.

وإثر الحرب العالمية الثانية اندفعت الحركة الصهيونية في جهودها من أجل إعلان الدولة الصهيونية، فقامت الحكومة البريطانية عام ١٩٤٧ بعرض القضية على الأمم المتحدة، التي كانت واقعة تحت النفوذ الأمريكي، فأصدرت قرار بتقسيم فلسطين وقيام دولة لليهود ودولة للعرب وأعلنت ١٥ أيار ١٩٤٨ موعد لنهاية الانتداب.