ولدت سعاد إبراهيم أحمد عام ١٩٣٥ في مدينة أم درمان بالسودان، وكان والدها معلّماً في قسم الهندسة بكلية غردون التذكارية.
أثناء دراستها في المرحلة الثانوية عام ١٩٤٩ كان لها نشاطات عديدة منها تحرير جريدة حائط باسم “الرائدة” حول حقوق المرأة، وكتبت في الصحافة السودانية تحت اسم مستعار، كما قادت أول إضراب نسائي بالسودان طالبت فيه بالحفاظ على مقررات المواد العلمية في تلك المدرسة، وعدم استبدالها بمادة التدبير المنزلي والخياطة، وكان إضراباً ناجحاً أدى إلى تراجع الناظرة في قرارها، وهنا بدأ الانخراط في النضال السياسي ضد الاستعمار.
دخلت سعاد أحمد جامعة الخرطوم عام ١٩٥٥، وأنشأت جمعية التمثيل والموسيقى بالجامعة.
انضمت إلى الحزب الشيوعي في آذار/مارس ١٩٥٧، وناضلت بشدة ضد اتفاقية مياه النيل نوفمبر ١٩٥٩ والتي نص فيها على قيام السد العالي وترحيل أهالي حلفا.
حرصت سعاد على المحافظة على استقلال الاتحاد النسائي من أي نفوذ حزبي أو سلطوي ولضمان تحويل المنظمة إلى منظمة جماهيرية واسعة القاعدة، واشتركت بقيادة اتحادها في المعركة ضد الأنظمة الدكتاتورية علناً وسرياً واشتركت في ثورة أكتوبر ١٩٦٤ التي أطاحت بالحكم الدكتاتوري وأصبح الاتحاد النسائي عضواً في جبهة الهيئات التي نظمت ثورة أكتوبر ونالت المرأة حق التصويت والترشيح، وفي انتخابات عام ١٩٦٥ انتخبت سعاد عضواً في البرلمان السوداني، ومن داخل البرلمان ركزت على المطالبة بحقوق المرأة.
تزوجت سعاد في أكتوبر من العام ١٩٦٤، من حامد الأنصاري وأنجبا ابنهما الوحيد “أحمد”.
دخلت سعاد أحمد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في تشرين الأول/أكتوبر ١٩٦٧، وما أن حل عام ١٩٦٩ حتى نالت المرأة السودانية حق الاشتراك في كل مجالات العمل بما فيها القوات المسلحة وجهاز الشرطة والتجارة والقضاء، إلى جانب المساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقية، والحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي، وحق الدخول في الخدمة المعاشية، والحق في عطلة الولادة مدفوعة الأجر، وإلغاء قانون المشاهرة (عقد العمل الشهري المؤقت)، وإلغاء قانون بيت الطاعة.
اعتقلت سعاد أحمد لسنتين ونصف في زمن النميري بعد محاولة انقلاب ١٩ يوليو ١٩٧١.
اضطرت سعاد لمغادرة السودان عام ١٩٩٠ وواصلت نضالها في المهجر بتنظيم الندوات والتظاهرات وترتيب قافلات السلام لجنوب السودان وغيره، وفي عام ٢٠٠٥ رجعت سعاد إبراهيم من المنفى وأصبحت عضواً في البرلمان.
تعتبر سعاد أحمد، مناضلة شجاعة من أجل حقوق المرأة، ومن الرائدات في تاريخ الحركة النسائية وقد لعبت دوراً كبيراً مع غيرها من الرائدات في تعبيد الطريق لمئات الآلاف من النساء السودانيات لينتزعن حقوقهن في التعليم والعمل، وقد تحملت السجون والاعتقالات والملاحقات المستمرة جراء موقفها في الدفاع عن حقوق أبناء النوبة وكافحت طوال عمرها ضد التهجير في النوبة وحلفا بسبب بناء السد العالي الذي جعل النيل يغمر مناطق واسعة شمال السودان.
ساهمت سعاد أحمد مع زميلاتها وزملائها بالحزب الشيوعي السوداني في تطوير نظرة الحزب لقضية المرأة، وتركيز اهتمام الحزب الشيوعي بقضية المرأة باعتبار أن تقدم وتحرر المرأة هو المقياس لتطور المجتمع، ويعتبر الحزب الشيوعي السوداني أول حزب سوداني يفرد مساحة في برنامجه لقضية المرأة ويطرح رؤية تقدمية لحلها.
توفيت سعاد أحمد في ٢٩ كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٣.