أول تنظيم سياسي عربي مستقل داخل الأرض المحتلة، نشأت في نيسان عام ١٩٥٩ على إثر المد القومي العربي، في خمسينيات القرن الماضي، وفي أعقاب الخلاف الذي نشأ بين الأحزاب الشيوعية العربية والحركة القومية العربية (عبد الناصر والبعث)، الأمر الذي أدى عملياً إلى انفراط عقد “الجبهة الشعبية” التي كانت تتكون من الشباب العربي والحزب الشيوعي الاسرائيلي.
قررت مجموعة الشباب القومي العربي مواصلة نشاطها السياسي، ولكن بصورة مستقلة على شكل تنظيم عرف باسم “جماعة الأرض” وبإصدار صحيفة أسبوعية باسم “الأرض”، سرعان ما انتشرت انتشاراً واسعاً، أما الأفكار الرئيسية لجماعة الأرض فقد وردت في بيان انشاء الحركة عام ١٩٥٩ وجاء فيها:
“نحن الجناح القومي من الجبهة الشعبية الديمقراطية نعلن أننا جزء من الشعب الفلسطيني الذي هو بدوره جزء من الأمة العربية، وأننا نناضل داخل هذه البلاد من أجل المساواة التامة بين العرب واليهود، نطالب “إسرائيل”:
١ـ الاعتراف بأن الحركة القومية العربية هي المقررة في هذه المنطقة.
٢ـ أن تقطع ما بينها وبين الفكر الصهيوني والحركة الصهيونية قطعاً تاماً.
٣ـ انتهاج سياسة حياد إيجابي وتعايش سلمي.
٤ـ الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى أرضه ووطنه.”
وكانت حركة الأرض تعمد إلى نشر أفكارها عبر صحف مؤقتة، تتغير أسمائها مع كل عدد مثل “الأرض الطيبة”، “شذى الأرض” وقد لوحق أعضاء هذه الحركة وسجنوا، ثم وضعوا بعد ذلك في الإقامة الجبرية، وبعد حرب حزيران أبعد معظم زعمائها، وعلى رأسهم حبيب القهوجي إلى الخارج.