ولد الشهيد سعيد الدروبي عام ١٩٣٢ في مدينة حمص لإحدى الأسر الفقيرة.
انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام ١٩٥٢، وانتخب لدورتين متتاليتين في قيادة نقابة المعلمين في حمص عام ١٩٥٤ وعام ١٩٥٨ وفي هيئة إدارة نادي المعلمين.
لعب سعيد الدروبي دوراً في بناء منظمة الحزب في حمص من خلال المسؤوليات العديدة التي تسلمها، من سكرتير فرقة إلى عضو في اللجنة الفرعية للمعلمين، وعضو في اللجنة الفرعية لحي باب السباع بين عامي ١٩٥٦ و ١٩٥٨، إلى سكرتير اللجنة الفرعية في باب هود وظهر المغارة، إضافة إلى نشاطه في منظمة المعلمين وبين جماهيرهم.
اعتقل في الرابع عشر من شباط عام ١٩٥٩ حيث انتزعه رجال الأمن من مدرسته، وهو بين تلاميذه، ورموا به بين الجلادين، فكان صموده المعروف، وكانت وقفته الشامخة في وجه الذين حاولوا عبثاً تحطيم حزبه.
استشهد سعيد الدروبي تحت التعذيب الوحشي في الخامس عشر من شباط عام ١٩٥٩، ولم يستطع القتلة إخفاء الجريمة، فآثار التعذيب كانت على كل شبر من جسده، كما أن تقرير الطبيب الشرعي أمين الطرابلسي كذّبت وفضحت كل شيء رغم ضغط المباحث (هكذا كان اسمها برئاسة عبدو حكيم).
وبمقدار ما كان رد حمص عظيماً، كان مرعباً للجلادين وأسيادهم، فقد استجابت جماهير حمص لبيان الحزب الشيوعي، الذي أعلن استشهاد ابن حمص سعيد الدروبي، ودعا الجماهير إلى تشييعه والتعبير عن غضبها واستنكارها للجريمة النكراء، وتدفق العمال والشباب والنساء بالألوف من أحياء حمص ومعاملها، وأغلقت المدينة متاجرها، وانطلقت التظاهرة التي ضمت نحو ثلاثين ألف مواطن غاضب خلف نعش الشهيد، وامتدت من أمام بيته المشرف على ساحة الساعة الجديدة حتى مقبرة باب تدمر على مسافة كيلومترات، وانطلقت كتلة البشر المتراصين، وآلاف الأيدي تلوِّح والحناجر تهتف مستنكرة جريمة المباحث الوحشية، فيما كان الجنود مصطفين بأسلحتهم الكاملة على جانبي الطريق.