يطلق مصطلح النكبة على عملية تهجير الفلسطينيين من أرضهم، على يد العصابات الصهيونية المسلحة في عام ١٩٤٨، والتي أدت إلى قيام ما يسمى “دولة إسرائيل”.
ويعتبر يوم ١٥ أيار من كل عام يوم إحياء لهذه النكبة، التي حلت بالشعب الفلسطيني، وفي ذكرى هذا العام يكون قد مضى سبعين عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني، التي لم تكن وليدة عام ١٩٤٨ فقط، بل سبقتها أحداث وظروف كثيرة ومتداخلة أدت إلى ما أدت إليه.
كانت فلسطين قبل النكبة تحت حكم الإمبراطورية العثمانية حتى عام ١٩١٦، وكان معظم سكان فلسطين هم من العرب مسلمين ومسيحيين بنسبة ٩٥٪ من السكان، ولم يتجاوز عدد سكان فلسطين من الديانة اليهودية ٥٪ من عدد السكان في ذلك الوقت.
كان اليهود حتى قبل تاريخ الإنتداب البريطاني، وأثناء الحكم العثماني، يتوافدون إلى فلسطين بهجرات متتابعة، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى وفي عام ١٩١٦ قامت فرنسا وبريطانيا بموجب معاهدة سايكس بيكو بتقسيم بلاد الشام، فكانت فلسطين من نصيب الإنتداب البريطاني.
خلال الانتداب البريطاني وفي عام ١٩١٧ منحت الحكومة البريطانية وعداً بالسماح لليهود بإقامة وطناً لهم على أرض فلسطين، سمي هذا الوعد بوعد بلفور، حيث قامت بريطانيا بتسهيل الهجرة اليهودية الى فلسطين من كافة أنحاء العالم، وخاصة من الدول الأوروبية، فقدمت لهم الغطاء الشرعي بذلك، مما أدى الى تغيير في التركيبة السكانية لفلسطين.
فازداد عدد اليهود من ٥٪ في عام ١٩٠٠ إلى ٣١٪ عام ١٩٤٧، مع العلم أن نسبة الأراضي التي يسيطر عليها اليهود لم تتجاوز ٨٪ من فلسطين، وكان كل ذلك يشكل إرهاصاً لحرب ١٩٤٨، وقد أدى انسحاب بريطانيا عام ١٩٤٨ من فلسطين إلى إعلان الحركة الصهيونية قيام دولة “إسرائيل” في ١٤ أيار ١٩٤٨.
على إثر ذلك الإعلان نشبت الانتفاضات المسلحة من قبل العرب في فلسطين، وشاركت دولاً عربية في هذه الحرب ضد الكيان الصهيوني الوليد عن طريق جيش الإنقاذ مدعوماً من دول الجامعة العربية، لكن هذه الجيوش والمقاومة الفلسطينية الشعبية لم تمنع من وقوع الهزيمة وانتصار الصهاينة في هذه الحرب لأسباب كثيرة، كان من أهمها ضعف الجيوش العربية، وعدم التنسيق، وتضارب الأوامر، وخيانة وتآمر الحكام العرب، والدعم الغربي لليهود والتسلح الجيد من قبلهم… الخ.
مما أدى إلى احتلال العصابات الصهيونية لمساحات شاسعة من أراضي فلسطين فأصبحت ٧٨٪ من مساحة فلسطين التاريخية بأيدي الصهاينة وقيام ما يسمى بـ “دولة إسرائيل”، وصدور قرار التقسيم لفلسطين إلى ثلاثة مناطق، الضفة الغربية وقطاع غزة بقيت بأيدي الفلسطينيين حتى عام ١٩٦٧، وما بقي من أراضي سميت بأراضي ١٩٤٨ التي أنشأت “إسرائيل” دولتها عليها.
في حرب عام ١٩٤٨ استشهد الكثير من الفلسطينيين والعرب من الدول العربية، وتم ارتكاب المجازر بحق العرب الفلسطينيين، وتم تطهير أكثر من ٥٣١ قرية ومدينة فلسطينية عرقياً من أهلها ودمرت بالكامل، وتم الاستيلاء على البلدات والمدن والمنازل والمزارع، وتشريد أهلها إلى خارج أراضيهم، فكان نتيجة ذلك تهجير٧٨٠,٠٠٠ سبعمئة وثمانين ألف فلسطيني، وحل محلهم ٨٥٠,٠٠٠ ثمانمئة وخمسين ألف يهودي دخلوا فلسطين عبر الهجرة المنظمة وبدعم وتسهيل غربي وأمريكي.
أدت حرب ١٩٤٨ إلى تقسيم القدس إلى شرقية بأيدي العرب ظلت معهم حتى ١٩٦٧، وغربية بقيت بأيدي الصهاينة، وأصبحت القدس الغربية وعكا وحيفا ويافا وطبريا وبيسان وصفد والرملة وعسقلان وبئر السبع تحت أيدي الصهاينة، وقد سميت هذه المدن بأراضي عام ١٩٤٨، وبعد عام من النكبة أصبح الكيان الصهيوني “دولة إسرائيل” عضواً في منظمة الأمم المتحدة بشكل رسمي واعترفت بها معظم دول العالم، علماً أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي كانا من أوائل الدول التي اعترفت بـ “دولة إسرائيل”.