“حزب العمل الشيوعي في سوريا” – “الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)”
١٧ نيسان
تجدد معركة الاستقلال
يا جماهير شعبنا السوري الواحد…
نحتفل اليوم بعيد الجلاء في ذكراه الثانية والسبعون.. إنه عيد أعيادنا الوطنية والقومية، وهو أكبر انجاز حققه شعبنا في تاريخه الحديث. لقد دفع الشعب السوري الغالي والنفيس من أجل الاستقلال، وقاوم دخول القوات الغازية، وثار ثورته الوطنية الكبرى عام ١٩٢٥ التي ضمت كافة أبناء شعبنا تحت شعار “الدين لله والوطن للجميع”، وقد كان الاستقلال في صلب نضالات كل الأحزاب السياسية. لقد جرى استعمال كافة وسائل النضال ضد الاحتلال الفرنسي، ولكن في النهاية كان النضال السياسي السلمي، من مظاهرات واضرابات وعصيان مدني، الأكثر جدوى.
إن تطورات الصراع في سوريا وعليها لسبع سنوات خلت قد حطمت كل انجازات الاستقلال وكل الانجازات السياسية التي راكمها السوريون قبل أن تجيء الديكتاتورية في عام ١٩٧٠ بأساليبها الأمنية من أجل فرض سيطرتها المطلقة والأحادية، وقد كان ما نتج بعد عام ١٩٧٠ من بنية اقتصادية – اجتماعية – سياسية هوالسبب في قيام الانتفاضة الواسعة للكثير من السوريين في عام ٢٠١١، غير أن العديد من دول العالم والاقليم لم تشأ لهذه الانتفاضة السلمية أن تستمر فسرقتها عبر التسليح والمال وجعلتها حطباً في أتون الصراعات الدولية والاقليمية، وهو ما أتاح المجال لتصبح سوريا ساحة أمام كل أنواع التطرف والشحن الطائفي عبر تنظيمات النصرة وداعش وغيرهما. كل هذا كان مدخلاً لتدخلات عسكرية خارجية من دول ومنظمات قادت إلى تدخلات حربية (ايران وفرنسا وانكلترا) واحتلال للأرض (تركيا) وهيمنات وقواعد عسكرية (روسيا والولايات المتحدة)، وما حصل من عدوان ثلاثي على الأرض السورية بيوم ١٤ نيسان ٢٠١٨ سوى مظهر من مظاهر الصراع على سورية بين الأمريكان والروس.
لقد كان لجوء النظام إلى العنف في وجه الانتفاضة السلمية بمثابة الذريعة لأنصار السلاح في المعارضة وداعميهم الدوليين والاقليميين. إن دروس سبع سنوات سورية ماضية تثبت فشل السلاح المعارض الذي أنتج أسلمة وتطييفاً وتدويلاً وأقلمة للصراع السوري الداخلي ومشاريع للفيدرالية، وهذا ما يتطلب الآن تحقيق مهمة كان يجب تحقيقها في عام ٢٠١١ وهي امساك الطيف الوطني الديمقراطي بمقود مركب المعارضة السورية، وهو الطيف الذي ما زال متمسكاً بمبدأ الانتقال السياسي من نظام الاستبداد إلى الديموقراطية وفقاً لبيان جنيف ١ والقرار الدولي ٢٢٥٤، هذا الانتقال الذي يشكل الضمانة الوحيدة لعدم تكرار المأساة السورية القائمة، ويضمن رحيل كل القوات غير السورية المسلحة النظامية وغير النظامية عن الأرض السورية بأفرادها وقواعدها.
عاشت وحدة شعبنا من أجل الحرية ودولة القانون والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.
دمشق – ١٧ نيسان ٢٠١٨
“حزب العمل الشيوعي في سوريا” – “الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)”