المعارضة السورية في وفد واحد بعد مؤتمر الرياض ٢

الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي: انعقد مؤتمر الرياض الثاني لقوى الثورة والمعارضة السورية بحضور ١٤٤ مندوباً، في يومي الأربعاء والخميس المصادف ٢٢ و ٢٣ شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

وجهت وزارة الخارجية السعودية، على عجل، الدعوة إلى كل من الائتلاف الوطني، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، وعدد من الفصائل المسلحة، وعدد كبير بلغ خمسة وسبعين من شخصيات وطنية مستقلة لحضور هذا المؤتمر في العاصمة السعودية الرياض.

وسبب الاستعجال في توجيه الدعوة يعود الى تحديد موعد الجولة الثامنة من المفاوضات من قبل دي مستورا في يوم ٢٨ من الشهر ذاته.

وحضر جلسة الافتتاح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا ومندوبي عدد كبير من دول مختلفة من روسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها. وكان جدول الأعمال يدور حول نقطتين. الوصول إلى رؤية موحدة للمعارضة حول القضية السورية في الظروف الراهنة وفي ظل المتغيرات الدولية والإقليمية والداخلية أولاً، وتشكيل أو انتخاب هيئة عليا للمفاوضات ووفود مفاوض ينبثق عنها ثانياً.

قام كل من رياض سيف بإلقاء كلمة موجزة باسم الائتلاف، ثم تبعه حسن عبد العظيم وتكلم بإيجاز أيضاً موضحاً مواقف هيئة التنسيق الوطنية، ثم جرت مناقشة عامة شارك فيها العشرات من الحضور.

يشار إلى أن هيئة التنسيق الوطنية شاركت في المؤتمر بحضور خمسة عشر مندوباً، من بينهم مندوبان من أعضاء حزبنا، الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي، الحقوقي نشأة طعيمة والدكتور جون نسطه. وكان للوفد حضوراً جيداً ونشاطاً واضحاً، نال احتراماً واسعاً في أوساط المؤتمر.

استطاع المؤتمر الذي قاد جلساته وبحرفية ومرونة واضحة الدكتور عبدالعزيز الصقر، أن ينهي أعماله خلال يومين كاملين وبنجاح، رغم رغبة المشاركين المستمرة بالكلام وتكلم الكثيرين من دون الانضباط والالتزام بالدور والوقت المحدد للمداخلات. وأصدر بياناً وشكل بالتوافق هيئة عليا للمفاوضات ينبثق عنها وفد مفاوض.

وعموماً يمكن القول بأن المؤتمر حقق أهدافه بنجاح واستطاع:

  • أن يقدم للمجتمع الدولي رؤيته للعملية التفاوضية وطاقماً جديداً أكثر انسجاماً مع نفسه.
  • أن يرسل مندوبيه للمفاوضات في الوقت المحدد في ٢٨ من الشهر ذاته.
  • أن يحقق إنجاز كبير بتوحيد المنصات الثلاث للمعارضة السورية، ساحباً البساط من تحت أرجل النظام السوري، الذي كان يعرقل المفاوضات بحجة تعدد المنصات أو المعارضات.
  • أن يبعد من الهيئة العليا للمفاوضات المتأسلمين من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الشعب الديمقراطي، الذين حاولوا والنظام عرقلة المفاوضات في جولاتها السابقة.

    الصورة: فايز نورالدين – فرانس برس